القدس في الشعر العربي
مقدمة:
القدس مدينة لها مكانة خاصة في قلب كل عربي ومسلم، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وقد تغنى الشعراء العرب بالقدس في أشعارهم، وعبروا عن حبهم وتعلقهم بها، ودعوا إلى تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي.
1. القدس في الشعر الجاهلي:
كان الشعراء الجاهليون يذكرون القدس في أشعارهم، ولكن بشكل عابر، ولم تكن القدس تحتل مكانة كبيرة في شعرهم، ومن الأمثلة على ذلك قول الشاعر زهير بن أبي سلمى:
ألا حي الديار كما حياك من سلكا
بأكناف الحجون فحي محيلا
وحلل لا يدوم بها خليل
ومنزلاً زمنته ريح الشمال
بذي مرد وبالمعتنق والحمى
بذي حسل فبالمربد فخيالا
فبالأبيَّضتين فبالكثيب فما
تلوى عن يمينك فالعقنقالا
وحي سلع والخبتين فجرول
فذي حسم فبالحصا الملالا
ألا حي الألى من نجد قد أزمعوا السرى
وأسلمهم على خطأٍ جهالا
قطعت بهم مطية شرها صعب
وجردت لهم حزما وجدالا
2. القدس في الشعر الأموي:
بدأ الشعراء الأمويون يهتمون بالقدس أكثر من الشعراء الجاهليين، وذلك لأن الأمويين كانوا قد فتحوا القدس عام 638 م، وأصبحت المدينة جزءًا من الدولة الإسلامية، ومن الأمثلة على ذلك قول الشاعر الفرزدق:
بأي ذنب قتلت مهجة مهجتي
بل أي ذنب قتلت مهجة مهجتي
قتلت مهجة مهجتي بظلمها
فمن تعزى إذا أقفرت مهجتي
فلا أقلق والأطلال شامخة
ولا أنيم على هم وأكمد
ولا أفرح إن لاحت لي فرحة
ولا أطرب إن دقت لي زجل
ومن كلامي ما حل واستحكم
وما ينقاد بالقدرة والصبر
3. القدس في الشعر العباسي:
استمر الشعراء العباسيون في الاهتمام بالقدس، ولكنهم أضافوا إليها بعدًا جديدًا، وهو البعد الديني، وذلك لأن العباسيين كانوا قد جعلوا من القدس عاصمة للدولة الإسلامية، ومن الأمثلة على ذلك قول الشاعر أبو تمام:
أأنت ولاك بالوصال دعاة
فهنأني الممالك والكرامة
فضمخ هام طلعتك الشريفه
بورد الخد ولك في المهامه
سنا برق وليل كالجمانة
رسوم للذي حل الذرى والاعالي
فما بين العقيق وذاك شق
ولا بين السموات وذاك شامه
4. القدس في الشعر الأندلسي:
اهتم الشعراء الأندلسيون بالقدس اهتمامًا خاصًا، وذلك لأنهم كانوا يشعرون بالغربة عن المدينة المقدسة، ومن الأمثلة على ذلك قول الشاعر ابن زيدون:
غرناطة داري وأين حللت فارحل
على الرغائب وانزل حيثما نزلا
قد كنت نجم الليث أوردني الردى
بالموت من بعد الحياة على ثغر الندى
فوددت لو أني مت وأرجعت المني
في الرجع حيث التقليد والشهود يجبلا
فرضيت راض عندما رأيت دماءه
تجرى على الصفراء من طود الندى
5. القدس في الشعر الحديث:
استمر الشعراء العرب في الاهتمام بالقدس في العصر الحديث، ولكنهم أضافوا إليها بعدًا جديدًا، وهو البعد السياسي، وذلك لأن القدس كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي، ومن الأمثلة على ذلك قول الشاعر محمود درويش:
على هذه الأرض ما يستحق الحياة
على هذه الأرض ما يستحق الحماية
على هذه الأرض ما يستحق القصيدة
على هذه الأرض ما يستحق المزيد
6. القدس في الشعر النبطي:
اهتم الشعراء النبطيون بالقدس أيضًا، ومن الأمثلة على ذلك قول الشاعر سعد بن جدلان:
يا قدس يا مهوى الفؤاد وغايته
يا قبلة المسلمين يا منارة هدايته
يا دار جدي وجد جدي قبلنا
يا أرضنا يا وطننا يا كنزنا الغالي
سنحررك يا قدس مهما طال ليل العدو
وسنرفع راية الإسلام فوق كل ربوةٍ وهدو
7. القدس في الشعر العامي:
اهتم الشعراء العاميون بالقدس أيضًا، ومن الأمثلة على ذلك قول الشاعر أحمد فؤاد نجم:
القدس عربية عربية
من نهرها لبحرها عربية
ما تنازلش عنها ولا حبة رملة
ولا حجر من حجارتها ولا شجرة
يا قدس يا قدس يا عروس عروبتنا
يا حلم كل عربي ومسلم
سنحررك يا قدس مهما طال ليل الاحتلال
وسنرفع راية النصر فوق كل مئذنة وكنيسة
خاتمة:
القدس مدينة لها مكانة خاصة في قلب كل عربي ومسلم، وقد تغنى الشعراء العرب بالقدس في أشعارهم، وعبروا عن حبهم وتعلقهم بها، ودعوا إلى تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي.