تاريخ حادثة جهيمان

مقدمة

حادثة جهيمان، أو حصار الحرم المكي، هي حادثة احتلال مجموعة من المتطرفين الدينيين للحرم المكي في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، والذي استمر لمدة أسبوعين من يوم الجمعة 20 نوفمبر 1979 الموافق 1 محرم 1400 هـ حتى يوم الاثنين 4 ديسمبر 1979 الموافق 15 محرم 1400 هـ، وانتهى باقتحام الحرم من قبل القوات السعودية الخاصة وإلقاء القبض على المتطرفين وقتل زعيمهم جهيمان العتيبي.

أسباب الحادثة

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى وقوع حادثة جهيمان، ومن أهمها:

– انتشار الفكر المتطرف والدعوة إلى العنف في المملكة العربية السعودية في تلك الفترة.

– ضعف الرقابة الأمنية على الحرم المكي وعدم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث.

– استغلال جهيمان العتيبي للأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي كانت تعاني منها المملكة العربية السعودية في تلك الفترة لحشد التأييد والدعم لأفكاره المتطرفة.

تخطيط وتنفيذ الحادثة

بدأ جهيمان العتيبي وأتباعه التخطيط لاحتلال الحرم المكي في أواخر عام 1978، حيث قاموا بتجنيد عدد كبير من الأشخاص من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وרכبوا الأسلحة والذخائر، وجهزوا أنفسهم لتنفيذ الهجوم.

وفي يوم الجمعة 20 نوفمبر 1979، الموافق 1 محرم 1400 هـ، هاجم جهيمان العتيבי وأتباعه الحرم المكي بعد صلاة الفجر، واستولوا على الكعبة المشرفة والمسعى، واتخذوها مقراً لهم، وأعلنوا عن قيام دولة إسلامية جديدة بقيادة المهدي المنتظر.

موقف الحكومة السعودية

ردت الحكومة السعودية على احتلال الحرم المكي بإعلان حالة الطوارئ في البلاد، وأرسلت قوات الأمن والجيش إلى مكة المكرمة لفرض سيطرتها على الوضع وإنهاء الحصار.

ولكن قوات الأمن والجيش فشلت في اقتحام الحرم المكي في بادئ الأمر بسبب تحصينات المتطرفين القوية، واشتداد المواجهات، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف القوات السعودية والمتطرفين.

اقتحام الحرم المكي واعتقال المتطرفين

بعد أسبوعين من الحصار، قررت الحكومة السعودية اقتحام الحرم المكي وإنهاء الأزمة بالقوة، حيث شنت قوات الأمن والجيش هجوماً واسعاً على الحرم المكي في يوم الاثنين 4 ديسمبر 1979، الموافق 15 محرم 1400 هـ، وتمكنت من اقتحامه بعد معارك عنيفة استمرت لساعات طويلة.

وفي أعقاب الاقتحام، ألقت قوات الأمن السعودية القبض على جهيمان العتيبي وأتباعه، وتمت محاكمتهم وإعدامهم بتهمة الخروج على الحاكم والتمرد على الدولة.

نتائج الحادثة

أسفرت حادثة جهيمان عن مقتل ما لا يقل عن 255 شخصاً، وإصابة أكثر من ألف شخص آخر، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة لحقت بالحرم المكي.

كما أدت الحادثة إلى تشديد الإجراءات الأمنية في المملكة العربية السعودية، وإصدار القوانين الصارمة لمكافحة الإرهاب والتطرف.

إعدام جهيمان وأتباعه

بعد أسبوع من حادثة جهيمان، بدأت محاكمة المتطرفين الذين تم القبض عليهم، حيث اتهموا بتهم عديدة منها الخروج على الحاكم والتمرد على الدولة وقطع الطريق واستخدام العنف.

وفي يوم 9 يناير 1980، أصدرت المحكمة حكمها بإعدام جهيمان العتيبي و62 من أتباعه، وتم تنفيذ الحكم عليهم في ميدان عام في مكة المكرمة.

الآثار والتداعيات

تركت حادثة جهيمان آثارًا وتداعيات كبيرة على المملكة العربية السعودية، منها:

– تشديد الإجراءات الأمنية في البلاد.

– إصدار القوانين الصارمة لمكافحة الإرهاب والتطرف.

– تأثر مكانة المملكة العربية السعودية الدينية في العالم الإسلامي.

– زيادة النفوذ السعودي في منطقة الخليج العربي.

الخاتمة

حادثة جهيمان هي إحدى الحوادث التاريخية التي وقعت في المملكة العربية السعودية، والتي كان لها تأثير كبير على البلاد، حيث أدت إلى تشديد الإجراءات الأمنية وإصدار القوانين الصارمة لمكافحة الإرهاب والتطرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *