تحصنت بذي الملك والملكوت واعتصمت بذي العزة والجبروت

تحصنت بذي الملك والملكوت واعتصمت بذي العزة والجبروت

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وبعد:

فإن من أعظم ما يجب على العبد أن ي تحصن بالله عز وجل، والاعتصام به، والتعلق به، والتوكل عليه، وذلك لأن الله هو وحده القادر على حماية العبد وإعزازه ونصره، وهو وحده الذي لا ينقطع فضله ولا ينفد خيره، وهو وحده الذي يعطي بلا حساب ويجود بلا حد.

وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الكثير من الأدلة على وجوب تحصن العبد بالله عز وجل، والاعتصام به، والتعلق به، والتوكل عليه، ومن هذه الأدلة:

1. تحصنت بالله من شرور النفس والشيطان:

قال الله تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب” (الطلاق: 2)

وقال تعالى: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدراً” (الطلاق: 3)

وقال تعالى: “ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله، فإن الله ورسوله أغنى لنا من كل أحد، لآتاهم الله من فضله إن الله غفور رحيم” (التوبة: 59)

2. تحصنت بالله من شرور الناس والظالمين:

قال الله تعالى: “فإن توليتم فإن الله يعلم المفسدين” (آل عمران: 120)

وقال تعالى: “وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم” (محمد: 38)

وقال تعالى: “ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون” (المجادلة: 22)

3. تحصنت بالله من شرور الدنيا:

قال الله تعالى: “وما لكم لا ترجون لله وقاراً وقد خلقكم أطواراً” (نوح: 14)

وقال تعالى: “وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً، إن الله بما يعملون محيط” (آل عمران: 120)

وقال تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب” (الطلاق: 2)

4. تحصنت بالله من شرور الآخرة:

قال الله تعالى: “يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم” (الشعراء: 88)

وقال تعالى: ” يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم” (الشعراء: 89)

وقال تعالى: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى” (النجم: 39)

5. تحصنت بالله من كل مكروه:

قال الله تعالى: “والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون” (يوسف: 21)

وقال تعالى: “وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم” (آل عمران: 126)

وقال تعالى: “وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير” (الأنعام: 17)

6. تحصنت بالله في الشدائد والمحن:

قال الله تعالى: “فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، بلاغ، فهل يهلك إلا القوم الفاسقون” (الأحقاف: 35)

وقال تعالى: “وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم” (آل عمران: 121)

وقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون” (آل عمران: 200)

7. تحصنت بالله في الرخاء والسراء:

قال الله تعالى: “وإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خوّلناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم، بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون” (الزمر: 49)

وقال تعالى: “واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم” (التغابن: 15)

وقال تعالى: “وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” (البقرة: 195)

الخاتمة:

فإن تحصن العبد بالله عز وجل، والاعتصام به، والتعلق به، والتوكل عليه، هو من أسباب النجاة في الدنيا والآخرة، وهو من أسباب الفوز برضا الله تعالى ورحمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *