تعبير عن المسارعة في الخيرات

مقدمة

المسارعة في الخيرات من أهم الأخلاق الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي، فهي تعني الإسراع في فعل الخير والطاعات، وعدم التسويف أو الكسل، والمسلم مطالب بأن يكون سباقًا إلى كل ما فيه خير له ولغيره، وأن يبادر إلى فعل الخير قبل فوات الأوان.

فضائل المسارعة في الخيرات:

1. نيل رضا الله تعالى:

المسارعة في الخيرات من أهم أسباب نيل رضا الله تعالى، فهو يحب المتسابقين إلى فعل الخيرات، ويثيبهم على ذلك خيرًا عظيمًا.

2. زيادة الحسنات:

المسارعة في الخيرات تزيد من حسنات العبد، وتجعله في منزلة عالية عند الله تعالى، وكلما زادت حسناته زاد أجره في الآخرة.

3. التكفير عن السيئات:

المسارعة في الخيرات تكفر عن السيئات، فكما أن السيئات تمحى بالحسنات، فإن المسارعة في الخيرات تمحو السيئات وتزيد من حسنات العبد.

4. الحصول على الأجر العظيم:

المسارعة في الخيرات سبب للحصول على الأجر العظيم من الله تعالى، فكل عمل صالح له أجره، وكلما زاد العمل الصالح زاد الأجر.

5. الفوز بالدرجات العالية في الجنة:

المسارعة في الخيرات سبب للفوز بالدرجات العالية في الجنة، فالجنة درجات، وكلما زادت حسنات العبد زادت درجته في الجنة.

الآثار السلبية للتأخير في الخيرات:

1. فوات الأوان:

التأخير في الخيرات قد يؤدي إلى فوات الأوان، وقد لا يتمكن العبد من فعل الخير بعد ذلك، كما قال الله تعالى: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ”.

2. حرمان العبد من الأجر والثواب:

التأخير في الخيرات يحرم العبد من الأجر والثواب الذي كان سيحصل عليه لو فعل الخير في وقته.

3. زيادة السيئات:

التأخير في الخيرات قد يؤدي إلى زيادة السيئات، فعندما يؤخر العبد فعل الخير قد يقع في معصية أو ذنب، كما قال الله تعالى: “فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ”.

4. عدم نيل رضا الله تعالى:

التأخير في الخيرات لا يرضي الله تعالى، فهو يحب المتسابقين إلى فعل الخير، ويبغض المتكاسلين والمقصرين.

5. الحرمان من الدرجات العالية في الجنة:

التأخير في الخيرات يحرم العبد من الدرجات العالية في الجنة، فعندما يؤخر العبد فعل الخير يفقد فرصة الحصول على الأجر والثواب الذي كان سيحصل عليه لو فعل الخير في وقته.

مواقف تدل على المسارعة في الخيرات:

1. الموقف الأول:

في يوم من الأيام، بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم جالسًا مع أصحابه، إذ جاءه رجل وقال: “يا رسول الله، إنني أريد أن أتزوج، ولكن ليس لدي مال”. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: “اذهب إلى فلان واطلب منه أن يزوجك ابنته”. فذهب الرجل إلى ذلك الرجل وطلب منه أن يزوجه ابنته، فوافق الرجل بشرط أن يعطيه مائة دينار. فذهب الرجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبره بما حدث، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا عليك، سأدفع لك المائة دينار”. ففرح الرجل وعاد إلى ذلك الرجل وأعطاه المائة دينار، فتزوج ابنته.

2. الموقف الثاني:

في يوم من الأيام، بينما كان الخليفة عمر بن عبد العزيز جالسًا في المسجد، إذ جاءه رجل وقال: “يا أمير المؤمنين، إنني فقير وليس لدي ما أطعم به أبنائي”. فقال له عمر بن عبد العزيز: “انتظرني حتى أعود”. فذهب عمر بن عبد العزيز إلى منزله وأخذ كيسًا من الدقيق ووضعه على كتفه وعاد إلى المسجد، وأعطاه للرجل وقال له: “خذ هذا الكيس من الدقيق وأطعم به أبناءك”. ففرح الرجل وشكر عمر بن عبد العزيز.

3. الموقف الثالث:

في يوم من الأيام، بينما كان علي بن أبي طالب جالسًا في المسجد، إذ جاءه رجل وقال: “يا أمير المؤمنين، إنني مريض وليس لدي من يعالجني”. فقال له علي بن أبي طالب: “انتظرني حتى أعود”. فذهب علي بن أبي طالب إلى منزله وأخذ بعض الأدوية وأعشاب وأعطاه للرجل وقال له: “خذ هذه الأدوية والعشاب وتعالَج بها”. ففرح الرجل وشكر علي بن أبي طالب.

دور المسلم في المسارعة إلى الخيرات:

1. التوعية بأهمية المسارعة في الخيرات:

يجب على المسلم أن يوعي نفسه وأهله وأقاربه وأصدقائه بأهمية المسارعة في الخيرات، وأن يحثهم على فعل الخير والإحسان.

2. الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم:

يجب على المسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في المسارعة إلى الخيرات، فقد كان صلى الله عليه وسلم سريعًا إلى فعل الخير، لا يتوانى ولا يتكاسل.

3. تخصيص وقت للقيام بالأعمال الخيرية:

يجب على المسلم أن يخصص وقتًا للقيام بالأعمال الخيرية، سواء كانت هذه الأعمال دينية أم دنيوية، ففعل الخير لا يقتصر على الأعمال الدينية فقط.

4. الإنفاق في سبيل الله تعالى:

يجب على المسلم أن ينفق في سبيل الله تعالى، سواء كان هذا الإنفاق ماليًا أم معنويًا، فالإنفاق في سبيل الله تعالى من أعظم أعمال الخير التي يتقرب بها العبد إلى ربه.

5. التطوع لخدمة المجتمع:

يجب على المسلم أن يتطوع لخدمة مجتمعه، فهناك العديد من الأعمال الخيرية التي يمكن للمسلم أن يقوم بها لخدمة مجتمعه، سواء كانت هذه الأعمال مادية أم معنوية.

كيف نربي أطفالنا على المسارعة في الخيرات؟

1. التعليم والتوجيه:

يجب على الآباء والأمهات أن يعلموا أطفالهم أهمية المسارعة في الخيرات، وأن يوجهوهم إلى فعل الخير والإحسان.

2. القدوة الحسنة:

يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة حسنة لأطفالهم في المسارعة إلى الخيرات، فالأطفال يتعلمون من خلال تقليد الكبار.

3. تحفيز الأطفال على فعل الخير:

يجب على الآباء والأمهات أن يحفزوا أطفالهم على فعل الخير والإحسان، وأن يثنو عليهم عندما يقومون بأعمال خيرية.

4. غرس حب الخير في قلوب الأطفال:

يجب على الآباء والأمهات أن يغرسوا حب الخير في قلوب أطفالهم، وأن يجعلوهم يدركون أن فعل الخير هو أفضل شيء يمكن أن يفعله الإنسان.

5. المداومة على فعل الخير:

يجب على الآباء والأمهات أن يداوموا على فعل الخير أمام أطفالهم، وأن يجعلوهم يشاركونهم في هذه الأعمال الخيرية.

خاتمة

المسارعة في الخيرات من أهم الأخلاق الحميدة التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، فهي سبب لنيل رضا الله تعالى، وزيادة الحسنات، والتكفير عن السيئات، والحصول على الأجر العظيم، والفوز بالدرجات العالية في الجنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *