حب الله للعبد

حب الله للعبد

المقدمة:

الحب هو من أسمى المشاعر وأعظمها، وهو شعور فطري يجمع بين القلوب ويوحدها. وقد حثَّ الله تعالى عباده على محبته ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل ذلك من أعظم القربات إليه. فكيف يحب الله عبده؟ وما هي علامات حب الله للعبد؟ وما هي ثمار حب الله للعبد؟

1. حب الله للعبد مشروط بالطاعة:

أولاً: حب الله للعبد مشروط بالطاعة، فالله يحب المتقين الذين يطيعون أوامره وينتهون عن نواهيه. قال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 76]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “حب الله للعبد يكون بطاعته”.

ثانياً: حب الله للعبد يزداد كلما زادت طاعته، فكلما كان العبد أكثر طاعة لله، كلما زاد حب الله له. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: 165].

ثالثاً: حب الله للعبد لا يمنع أن يعاقبه على معاصيه، فالله يحب عباده ويريد لهم الخير، لكنه لا يرضى بمعاصيهم، لذلك قد يعاقب العبد على معاصيه حتى يتوب وينيب إليه. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [يونس: 44].

2. علامات حب الله للعبد:

أولاً: يفتح الله على العبد أبواب الخير والبركة، ويعطيه من فضله ورزقه. قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3].

ثانياً: ييسر الله للعبد أموره، ويهديه إلى سواء السبيل. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 201].

ثالثاً: يشرح الله صدر العبد للإسلام، ويملأه بالسكينة والطمأنينة. قال تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].

3. ثمار حب الله للعبد:

أولاً: ينال العبد محبة الناس، فكل من يحب الله يحبه الناس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه أحبه الله وأحبه الناس: اللين في الكلام، والتواضع في الطعام، وإفشاء السلام”.

ثانياً: ينال العبد الفلاح في الدنيا والآخرة، فالله يحب المتقين، ومتقو الله هم الفائزون. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا لَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ﴾ [القلم: 34].

ثالثاً: ينال العبد الجنة في الآخرة، فالجنة هي دار المتقين، والمتقون هم الذين يحبهم الله. قال تعالى: ﴿وَدَخَلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ كَبِيرٌ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [المائدة: 119].

4. فضائل حب الله للعبد:

أولاً: حب الله للعبد فضيلة عظيمة، فمن يحبه الله ينال محبته ومغفرته ورضوانه. قال تعالى: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [التوبة: 72].

ثانياً: حب الله للعبد يحفظه من شرور نفسه ومن شرور الناس، فالله يحفظ من يحبه. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [النحل: 128].

ثالثاً: حب الله للعبد يعصمه من الزيغ والضلال، فالله يهدي من يحبه إلى سواء السبيل. قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا﴾ [الكهف: 1-2].

5. كيف يحصل العبد على حب الله:

أولاً: على العبد أن يطيع الله وينتهي عن نواهيه، فالله يحب المتقين الذين يطيعون أوامره وينتهون عن نواهيه.

ثانياً: على العبد أن يحب الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فحب الله ورسوله من أعظم القربات إلى الله تعالى. قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31].

ثالثاً: على العبد أن يتقرب إلى الله بالنوافل والطاعات، فالتقرب إلى الله بالنوافل والطاعات من أسباب حب الله للعبد. قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْرُبْ إِلَى اللَّهِ ذِرَاعًا يَقْرُبْهُ ذِرَاعًا وَمَنْ يَقْرُبْ إِلَيْهِ شِبْرًا يَقْرُبْهُ شِبْرًا﴾ [النساء: 86].

6. كيف يزيد العبد من حب الله له:

أولاً: على العبد أن يذكر الله تعالى كثيرًا، فذكر الله تعالى من أسباب زيادة حب الله للعبد. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 41-42].

ثانياً: على العبد أن يتلو القرآن الكريم ويتدبر معانيه، فتلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه من أسباب زيادة حب الله للعبد. قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 9].

ثالثاً: على العبد أن يحسن إلى عباده، فإحسان العبد إلى عباده من أسباب زيادة حب الله له

أضف تعليق