حقيقة الحياة الدنيا

حقيقة الحياة الدنيا

حقيقة الحياة الدنيا

مقدمة:

الحياة الدنيا هي مجرد مرحلة مؤقتة في رحلة الروح الأبدية، وهي دار ابتلاء واختبار للإنسان، ولها حقيقتها التي يجب أن يعيها كل إنسان حتى يستطيع أن يعيشها على أكمل وجه، وفي هذا المقال سوف نتناول حقيقة الحياة الدنيا من خلال سبعة عناوين رئيسية.

1. الحياة الدنيا دار ابتلاء وامتحان:

– الحياة الدنيا هي مرحلة اختبار للإنسان، يمتح فيها بأمور كثيرة منها الطاعة والمعصية، والشكر والكفر، والصبر والجزع، والرضا والقناعة، وغير ذلك من الأمور التي تبين مدى إيمان الإنسان ومدى استحقاقه للنعيم الأبدي في الجنة.

– قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2].

– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيا مَتَاعٌ، وخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيا المرأةُ الصَّالِحَةُ” [مسلم].

2. الحياة الدنيا فانية وزائلة:

– الحياة الدنيا فانية وزائلة، وكل ما فيها من متاع ونعيم إلى زوال، قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [الحديد: 20].

– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً” [الترمذي].

– وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت، فقال: “أكثروا من ذكر هادم اللذات، يعني الموت” [الترمذي].

3. الحياة الدنيا دار حزن وألم:

– الحياة الدنيا دار حزن وألم، قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4].

– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كُلُّ بني آدم مكتوب له نصيبه من الحزن، فمن طاب نصيبه طابت نفسه، ومن خبث نصيبه خبت نفسه” [الطبراني].

– وقال أيضًا: “ما أنزل الله على الأرض داءً إلا أنزل معه دواءه” [البخاري].

4. الحياة الدنيا دار خداع وغفلة:

– الحياة الدنيا دار خداع وغفلة، قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [الحديد: 20].

– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيا حُلْوَةٌ خَضْرَاءُ، وإنَّ اللهَ اسْتَخْلَفَكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ” [مسلم].

– وقال أيضًا: “إِنَّمَا الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ” [مسلم].

5. الحياة الدنيا دار أعمال ومسؤوليات:

– الحياة الدنيا دار أعمال ومسؤوليات، قال تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39].

– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نِعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصّحة والفراغ” [البخاري].

– وقال أيضًا: “إنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْعَمِلَ الصَّبُورَ” [الترمذي].

6. الحياة الدنيا مقدمة للحياة الآخرة:

– الحياة الدنيا مقدمة للحياة الآخرة، قال تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64].

– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيا مزرعةُ الآخرةِ” [ابن ماجه].

– وقال أيضًا: “مَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَوَكَلَ إِلَيْهِ الدُّنْيَا، وَمَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا وَكَلَ إِلَيْهَا نَفْسَهُ وَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ فِي الآخِرَةِ” [ابن ماجه].

7. الحياة الدنيا دار فرح وسرور:

– الحياة الدنيا ليست كلها حزن وألم، بل فيها فرح وسرور ونعيم، قال تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم: 43].

– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ يُحِبُّ الرَّجُلَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ” [ابن ماجه].

– وقال أيضًا: “رُبَّ غُدْوةٍ يُمْسِي صَاحِبُهَا مِنْهَا وَهُوَ جَزِلٌ، وَرُبَّ عَشِيَّةٍ يُصْبِحُ صَاحِبُهَا مِنْهَا وَهُوَ جَلِيلٌ” [الترمذي].

خاتمة:

الحياة الدنيا هي مرحلة مؤقتة في رحلة الروح الأبدية، وهي دار ابتلاء واختبار للإنسان، ولها حقيقتها التي يجب أن يعيها كل إنسان حتى يستطيع أن يعيشها على أكمل وجه، ومن حقائق الحياة الدنيا أنها فانية وزائلة، وأنها دار حزن وألم، وأنها دار خداع وغفلة، وأنها دار أعمال ومسؤوليات، وأنها مقدمة للحياة الآخرة، وأنها دار فرح وسرور، لذلك يجب على الإنسان أن يستعد للآخرة في هذه الحياة الدنيا، وأن يتزود بالأعمال الصالحة التي تدخله الجنة ويجنبه النار.

أضف تعليق