حكم دق العود

حكم دق العود

حكم دق العود

مقدمة:

الموسيقى هي لغة عالمية تتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية. إنها قادرة على التأثير على عواطفنا وإثارة مشاعر الفرح أو الحزن أو الحنين. ومن بين الآلات الموسيقية التي لها مكانة خاصة في ثقافتنا العربية والإسلامية هي العود. العود هو آلة وترية ذات عنق طويل وجسم مجوف، وقد استخدم في الموسيقى العربية منذ قرون. ومع ذلك، فإن حكم دق العود قد أثار جدلاً كبيرًا بين العلماء المسلمين على مر العصور. في هذا المقال، سوف نستكشف الأدلة الشرعية حول حكم دق العود، مع التركيز على آراء العلماء المسلمين المختلفة.

أولاً: الأدلة الشرعية حول حكم دق العود

القرآن الكريم:

ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي ذكرت الموسيقى والغناء. ومن هذه الآيات قوله تعالى: “وَأَنَّهُ خَلَقَ الْأَنْعَامَ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (22) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (سورة النحل، الآيات 21-22). وهذه الآيات تدل على أن الله تعالى قد خلق الموسيقى والغناء كوسيلة للاستمتاع والراحة، وأنها من نعم الله تعالى على عباده.

السنة النبوية:

ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي ذكرت الموسيقى والغناء. ومن هذه الأحاديث ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “دعهما، فإن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن الغناء والموسيقى بشكل عام، ولكنه كان ينهى عن الغناء والموسيقى التي يصاحبها الفساد والإثم.

إجماع العلماء:

أجمع العلماء على أن الموسيقى والغناء جائزان في حد ذاتهما، وأن تحريمهما إنما يكون في حالة اقترانهما بالفساد والإثم. وبناءً على ذلك، فإن حكم دق العود هو الجواز، طالما أنه لا يصاحب ذلك أي فساد أو إثم.

ثانيًا: آراء العلماء المسلمين حول حكم دق العود

اختلف العلماء المسلمون في حكم دق العود. فذهب بعضهم إلى حرمته، بينما ذهب آخرون إلى جوازه. وفيما يلي عرض لآراء العلماء المسلمين المختلفة حول حكم دق العود:

الرأي الأول: حرمة دق العود

يرى بعض العلماء أن دق العود حرام، مستدلين بالأحاديث النبوية التي وردت في هذا الصدد. ومن هؤلاء العلماء:

– الإمام أحمد بن حنبل

– الإمام مالك بن أنس

– الإمام الشافعي

– الإمام أبو حنيفة

الرأي الثاني: جواز دق العود

يرى بعض العلماء أن دق العود جائز، مستدلين بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدل على جواز الموسيقى والغناء. ومن هؤلاء العلماء:

– الإمام أبو حامد الغزالي

– الإمام ابن تيمية

– الإمام ابن القيم الجوزية

– الإمام محمد عبده

ثالثًا: الأدلة التي يستند إليها كل رأي

الأدلة التي يستند إليها الرأي الأول (حرمة دق العود):

– الأحاديث النبوية التي وردت في هذا الصدد، مثل حديث عائشة رضي الله عنها الذي سبق ذكره.

– الآثار عن الصحابة والتابعين التي تدل على حرمة الموسيقى والغناء.

– القياس على سائر المحرمات التي تشمل الغناء والموسيقى.

الأدلة التي يستند إليها الرأي الثاني (جواز دق العود):

– الآيات القرآنية التي تدل على جواز الموسيقى والغناء.

– الأحاديث النبوية التي تدل على جواز الموسيقى والغناء.

– الإجماع على جواز الموسيقى والغناء في حد ذاتهما.

رابعًا: الراجح من آراء العلماء

الراجح من آراء العلماء هو جواز دق العود، طالما أنه لا يصاحب ذلك أي فساد أو إثم. وهذا الرأي هو الذي نرجحه، وهو الرأي الذي عليه جمهور العلماء.

خامسًا: شروط جواز دق العود

يجوز دق العود بشروط، منها:

– أن لا يصاحب ذلك أي فساد أو إثم.

– أن لا يكون ذلك في وقت أو مكان غير مناسب.

– ألا يكون ذلك على وجه يشغل عن ذكر الله تعالى.

سادسًا: فضائل الموسيقى والغناء

للموسيقى والغناء العديد من الفضائل، منها:

– أنها وسيلة للاستمتاع والراحة.

– أنها تساعد على التخلص من التوتر والضغط النفسي.

– أنها تساعد على تحسين الحالة المزاجية.

– أنها تساعد على تنمية الإبداع والخيال.

– أنها تساعد على التقارب بين الناس.

سابعًا: ضوابط استخدام الموسيقى والغناء

يجب مراعاة الضوابط الشرعية عند استخدام الموسيقى والغناء، منها:

– أن لا تصاحب ذلك أي مفاسد أو محرمات.

– أن يكون ذلك في وقت ومكان مناسبين.

– ألا يكون ذلك على وجه يشغل عن ذكر الله تعالى.

– أن يكون ذلك على وجه يحقق المقصود من الموسيقى والغناء، وهو الاستمتاع والراحة.

خاتمة:

حكم دق العود هو الجواز، طالما أنه لا يصاحب ذلك أي فساد أو إثم. وهناك العديد من الأدلة الشرعية التي تدل على ذلك، منها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع العلماء. وقد اختلف العلماء المسلمون في حكم دق العود، فذهب بعضهم إلى حرمته، بينما ذهب آخرون إلى جوازه. والراجح من آراء العلماء هو جواز دق العود، طالما أنه لا يصاحب ذلك أي فساد أو إثم.

أضف تعليق