خطبة جمعة مكتوبة عن كيف نستقبل شهر رمضا

المقدمة

الحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأكرمنا بشهر رمضان المبارك، شهر الغفران والرحمة والعتق من النيران، شهر تتنزل فيه الملائكة بالرحمات والبركات، شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، شهر يضاعف فيه الحسنات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه الخطيئات، فاستعدوا لاستقباله أيها المسلمون، وأكثروا من الدعاء والتضرع إلى الله أن يبلغكم إياه وأن يتقبل منكم فيه الصيام والقيام والذكر والدعاء.

أولاً: التوبة النصوح والاستغفار

– بادروا بالتوبة النصوح إلى الله تعالى من كل ذنب اقترفتموه، وتطهروا من المعاصي والآثام، فإن التوبة النصوح هي مفتاح الخيرات، وبها تنالون رضا الله تعالى ومغفرته.

– أكثروا من الاستغفار في كل وقت وحين، فإن الاستغفار يمحو الخطايا ويدفع البلاء ويجلب الرزق، كما قال الله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).

– عاهدوا أنفسكم على أن تكونوا أتقى لله تعالى وأبعد عن المعاصي والذنوب، وأن تكونوا أكثر طاعة وامتثالاً لأوامره ونواهيه.

ثانيًا: صلة الرحم وصلة الأرحام

– صلوا أرحامكم وصلة الأرحام، فإن صلة الرحم من أسباب دخول الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَصِلُ رَحِمَهُ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ).

– زوروا أقاربكم وصلة الأرحام، واحرصوا على برهم وإكرامهم، فإن ذلك من أسباب حصول البركة في الأرزاق والأعمار.

– اطمئنوا على أحوال أقاربكم وصلة الأرحام، وساعدوهم على قضاء حوائجهم، فإن ذلك من أسباب حصول السعادة والتوفيق في الدنيا والآخرة.

ثالثًا: كثرة الدعاء

– أكثروا من الدعاء إلى الله تعالى في شهر رمضان المبارك، فإن الدعاء عبادة عظيمة، ومفتاح الرزق والفرج، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ).

– ادعوا الله تعالى أن يغفر لكم ذنوبكم، وأن يرحمكم، وأن يعافيكم، وأن يرزقكم من فضله، وأن يوفقكم للطاعة والعبادة.

– ادعوا الله تعالى أن يبلغكم ليلة القدر، وأن يوفقكم فيها للقيام والذكر والدعاء، وأن يستجيب دعواتكم، وأن يحقق آمالكم وطموحاتكم.

رابعًا: قراءة القرآن الكريم

– أكثروا من قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، فإن قراءة القرآن عبادة عظيمة، ومصدر عظيم للخير والبركة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا من كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لا أَقُولُ أَلِفٌ لَامٌ مِيمٌ حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ).

– تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك لها ثواب عظيم، ومضاعفة في الحسنات، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِيهِ كَانَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ قَدْرٍ).

– احرصوا على حفظ آيات من القرآن الكريم، وتدبروا معانيها، وعملوا بها في حياتكم، فإن القرآن الكريم هو أفضل كتاب أنزل على البشر، وفيه الهدى والنور والرحمة.

خامسًا: الصدقات والزكاة

– أكثروا من الصدقات والزكاة في شهر رمضان المبارك، فإن الصدقات والزكاة من أعظم القربات إلى الله تعالى، ومن أسباب دخول الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ).

– الصدقات والزكاة تمحو الذنوب وتكفر السيئات، وتزيد في الرزق والبركة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطَفِّئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ).

– احرصوا على إخراج زكاة أموالكم في شهر رمضان المبارك، فإن الزكاة فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة، وهي حق للفقراء والمساكين، وإخراجها سبب لدخول الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ وَعَلَيْهِ زَكَاةٌ تُؤَدَّى مِنْ بَعْدِهِ إِلَّا أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ لَا يُجَاوَزُ الصِّرَاطَ حَتَّى يُمَرَّ بِهِ عَلَى الصِّرَاطِ دَرَاهِمُ ذَهَبٍ فَنُصِبَ فِي طَرِيقِهِ عَذَابٌ يَشْتَمُّ نَتْنَهُ ثُمَّ يَقَالُ لَهُ هَذَا مَا مَنَعَكَ مِنْ الصِّرَاطِ).

سادسًا: الإحسان إلى الوالدين وصلة الأرحام

– أحسنوا إلى والديكم وصلة الأرحام، فإن الإحسان إلى الوالدين وصلة الأرحام من أعظم القربات إلى الله تعالى، ومن أسباب دخول الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).

– بر الوالدين وصلة الأرحام يزيد في البركة في الأرزاق والأعمار، ويصرف عنكم البلاء والمحن، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ طَوَّلَ اللَّهُ عُمُرَهُ، وَمَنْ صَلَةُ رَحِمِهِ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ).

– احرصوا على دعوة والديكم وصلة الأرحام على الإفطار والسحور في شهر رمضان المبارك، فإن ذلك من أسباب زيادة المحبة والألفة بينكم.

سابعًا: الاعتكاف في المسجد

– الاعتكاف في المسجد من أفضل العبادات في شهر رمضان المبارك، وهو سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، وكان يأمر أصحابه بالاع