خطبة قَصِيرَةٌ عن التفاؤل وعدم اليأس

خطبة قَصِيرَةٌ عن التفاؤل وعدم اليأس

الخطبة:

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من نعم الله تعالى على عباده أن جعل لهم قلوبًا تملؤها الآمال والتفاؤل، وأن جعل لهم عقولاً تفكر وتدبر وتستشرف المستقبل، ولقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على التفاؤل وعدم اليأس، وعلى النظر إلى الأمور بنظرة إيجابية، قال تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].

أولاً: التفاؤل والأمل:

1. التفاؤل والأمل هما نقيضان اليأس والقنوط، والتفاؤل هو رؤية الأمور من منظور إيجابي، والاعتقاد بأن المستقبل سيكون أفضل، والأمل هو توقع حدوث شيء مرغوب فيه، والعمل من أجل تحقيقه.

2. التفاؤل والأمل هما من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم، لأنهما يدفعانه إلى العمل والسعي، ويمنعانه من الاستسلام لليأس والقنوط، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأحقاف: 13].

3. التفاؤل والأمل هما من أهم دعائم النجاح في الحياة، لأنهما يدفعان الإنسان إلى المثابرة والاجتهاد، ويمنعانه من الاستسلام للفشل، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 13].

ثانيًا: أسباب التفاؤل والأمل:

1. الإيمان بالله تعالى، والثقة في قدرته على تغيير الأمور للأفضل، قال تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 12].

2. الإحسان إلى الآخرين، والعمل على مساعدتهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].

3. التوكل على الله تعالى، والاعتماد عليه في جميع الأمور، قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} [الشعراء: 217].

ثالثًا: فوائد التفاؤل والأمل:

1. التفاؤل والأمل هما من أهم العوامل التي تساعد على الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية للإنسان، فالإنسان المتفائل والأمل يكون أقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية والجسدية، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 7].

2. التفاؤل والأمل هما من أهم العوامل التي تساعد على النجاح في الحياة، فالإنسان المتفائل والأمل يكون أكثر قدرة على تحقيق أهدافه، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5].

3. التفاؤل والأمل هما من أهم العوامل التي تساعد على الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الجيدة، فالإنسان المتفائل والأمل يكون أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].

رابعًا: أسباب اليأس والقنوط:

1. ضعف الإيمان بالله تعالى، والشك في قدرته على تغيير الأمور للأفضل، قال تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 1].

2. سوء الظن بالآخرين، والتعامل معهم بظلم وجور، قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35].

3. عدم الرضى بالقضاء والقدر، والتذمر من الأحوال، قال تعالى: {وَمَا يَشْعُرُونَ بِهِ إِلَّا قَلِيلًا} [الأنبياء: 105].

خامسًا: أضرار اليأس والقنوط:

1. اليأس والقنوط هما من أخطر الأمراض النفسية التي قد تصيب الإنسان، قال تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56].

2. اليأس والقنوط هما من أهم أسباب الفشل في الحياة، فالإنسان اليائس والقنوط لا يكون لديه الرغبة في العمل والسعي، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 13].

3. اليأس والقنوط هما من أهم أسباب ضعف العلاقات الاجتماعية، فالإنسان اليائس والقنوط لا يكون لديه الرغبة في التعامل مع الآخرين، قال تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 237].

سادسًا: كيف نتخلص من اليأس والقنوط؟

1. تقوية الإيمان بالله تعالى، والثقة في قدرته على تغيير الأمور للأفضل، قال تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].

2. الإحسان إلى الآخرين، والعمل على مساعدتهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *