خفيفتان على اللسان

خفيفتان على اللسان

خفيفتان على اللسان

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن اللسان من أعظم نعم الله عز وجل على الإنسان، وهو الذي به يعبر عن أفكاره ومشاعره، وبه يتواصل مع الآخرين، وبه يكتسب المعارف والعلوم، ولذلك فإن العلماء حثوا على العناية باللسان وحفظ خير، وأن يحرص المسلم على ألا ينطق لسانه إلا بالخير.

وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”، وهذا الحديث يدل على أهمية أن يتجنب المسلم قول السوء والشر.

وفي هذا المقال، سنتحدث بإذن الله تعالى عن خفيفتان على اللسان: إحداهما خفيفة على لسانك ثقيلة في ميزانك، والأخرى ثقيلة على لسانك خفيفة في ميزانك.

أولا: خفيفة على لسانك ثقيلة في ميزانك

1. النميمة:

النميمة هي نقل الكلام من شخص لآخر، وهي من كبائر الذنوب، وقد نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، ومنها قوله: “يا معشر النساء، اتقين الله، وكففن ألسنتكن، فإن أكثركن نُمائم”.

والنميمة لها آثار سلبية كثيرة على الفرد والمجتمع، فهي تزرع الفتنة والبغضاء بين الناس، وتفسد العلاقات الاجتماعية، وتؤدي إلى انتشار الشائعات والأكاذيب.

2. الكذب:

الكذب هو قول ما لا يوافق الواقع، وهو من الذنوب الكبيرة، وقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، ومنها قوله: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا”.

الكذب له آثار سلبية كثيرة على الفرد والمجتمع، فهو يقوض الثقة بين الناس، ويؤدي إلى انتشار الفوضى والفساد، ويجعل الناس لا يوثقون ببعضهم البعض.

3. الغيبة:

الغيبة هي ذكر المسلم بما يكره في غيبته، وهي من كبائر الذنوب، وقد نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، ومنها قوله: “من اغتاب مسلما، اغتابه ملك في السماء، حتى يقول: إنما اغتبت عبدي فلانًا فلان، قد عفوت عنك، وأنا أعلم بما تصنع”.

والغيبة لها آثار سلبية كثيرة على الفرد والمجتمع، فهي تؤدي إلى إيذاء المسلم في عرضه وكرامته، وتفسد العلاقات الاجتماعية، وتنشر الفتن والمشاكل.

ثانيًا: ثقيلة على لسانك خفيفة في ميزانك

1. الحمد والثناء على الله:

الحمد والثناء على الله من العبادات العظيمة التي تقرب العبد إلى ربه، وقد أمرنا الله عز وجل بحمده والثناء عليه في كتابه العزيز، فقال تعالى: “الحمد لله رب العالمين”.

والحمد والثناء على الله خفيف على اللسان، ولكنه ثقيل في ميزان الحسنات، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت عنه ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر”.

2. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، وقد أمرنا الله عز وجل بالصلاة عليه في كتابه العزيز، فقال تعالى: “إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”.

والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم خفيفة على اللسان، ولكنها ثقيلة

أضف تعليق