خلفيات انا لله وانا اليه راجعون

خلفيات انا لله وانا اليه راجعون

المقدمة

يُعبر قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” عن أحد أهم المعتقدات الأساسية في الديانة الإسلامية، وهي الإيمان بالقضاء والقدر، فكل ما يصيب الإنسان من خير أو شر هو من عند الله، وعلى المسلم أن يرضى بقضاء الله وقدره، ويسلم أمره إليه، ويقول “إنا لله وإنا إليه راجعون”، ومعنى ذلك أننا ملك الله، وإليه نعود بعد الموت.

دروس مستفادة من قول “إنا لله وإنا إليه راجعون”

التذكير بالموت: يذكرنا قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” بالموت، ويزيل الغفلة عن القلوب، ويجعل المسلم يحرص على طاعة الله تعالى واجتناب معصيته، ويتذكر أن الدنيا دار فانية، وأن الآخرة هي الدار الباقية.

التسليم بقضاء الله وقدره: يعلمنا قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” التسليم بقضاء الله وقدره، وقبول ما يصيبنا من خير أو شر، وعدم التذمر أو الشكوى، بل الرضى بما قسمه الله لنا.

التوكل على الله: يدعونا قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” إلى التوكل على الله تعالى، والاعتماد عليه وحده، والثقة بأنه لن يضيعنا ولن يخذلنا، وأنه سيكفينا شر أعدائنا ويرزقنا من حيث لا نحتسب.

الآثار الإيجابية لقول “إنا لله وإنا إليه راجعون”

الراحة النفسية: يُشعر قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” المسلم بالراحة النفسية والسكينة، ويخفف عنه همومه وأحزانه، ويعينه على تحمل المصائب والشدائد.

الصبر: يُعلمنا قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” الصبر على المصائب والابتلاءات، وعدم الجزع أو الفزع، بل الثبات والصمود حتى يفرج الله كربتنا ويزيل عنا البلاء.

الشكر: يدعونا قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” إلى شكر الله تعالى على نعمه ظاهرة وباطنة، واعتبار كل ما نملكه من مال وصحة وعافية وغيرها من النعم هي رزق من الله تعالى يجب أن نشكره عليه.

الحالات التي يُستحب فيها قول “إنا لله وإنا إليه راجعون”

عند سماع خبر وفاة شخص مسلم: يستحب عند سماع خبر وفاة شخص مسلم أن يقول المسلمون “إنا لله وإنا إليه راجعون”، والدعاء للمتوفى بالمغفرة والرحمة، والصبر لأهله وذويه.

عند رؤية مصيبة أو كارثة: يستحب قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” عند رؤية مصيبة أو كارثة، كزلزال أو حريق أو فيضان، والدعاء إلى الله تعالى أن يصرف عنا البلاء والضرر.

عند الشدائد والابتلاءات: يستحب قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” عند الشدائد والابتلاءات، كال مرض أو الفقر أو الضيق المالي، والدعاء إلى الله تعالى أن يفرج عنا الكرب ويزيل عنا البلاء.

أحاديث وآثار عن قول “إنا لله وإنا إليه راجعون”

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا أتى أحدكم مصيبة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها، أعطاه الله أجراً حسناً، وأخلفه خيراً منها”.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه نعي رجل من أصحابه قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجره في مصيبته وأخلفه خيراً منها”.

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “إذا كان الرجل في نعمة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم لا تحرمنيها، فإنها من عندك، وإذا كان في بلاء فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم لا تكله إلى نفسي طرفة عين، فإنك إن وكلتني إلى نفسي طرفة عين هلكت، فأبدلني خيراً منها”.

أمثلة واقعية على قول “إنا لله وإنا إليه راجعون”

عندما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: “إنا لله وإنا إليه راجعون، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

عندما استشهد سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه في معركة أحد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنا لله وإنا إليه راجعون، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

عندما فقد النبي صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم، قال: “إنا لله وإنا إليه راجعون، يا إبراهيم، إنا بك لمحزونون”.

الخاتمة

قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” هو أحد أهم المعتقدات الأساسية في الديانة الإسلامية، وهو يذكر المسلم بالموت، ويدعوه إلى التسليم بقضاء الله وقدره، والتوكل عليه وحده، والاستعانة به في الشدائد والابتلاءات. ويُستحب قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” عند سماع خبر وفاة شخص مسلم، أو عند رؤية مصيبة أو كارثة، أو عند الشدائد والابتلاءات. وقد وردت العديد من الأحاديث والآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين في فضل قول “إنا لله وإنا إليه راجعون”، وهناك العديد من الأمثلة الواقعية على قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين.

أضف تعليق