المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن الرزق بالذرية الصالحة من أعظم النعم التي يمن بها الله -تعالى- على عباده، وهي غاية يتمناها كل زوج وزوجة، فهي ثمرة الزواج المباركة التي تملأ الحياة سعادة وهناءً.
أهمية الرزق بالذرية الصالحة
1. إكمال نصف الدين: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر” (رواه البيهقي).
2. زيادة المحبة والألفة بين الزوجين: إن وجود الأبناء في الأسرة يقوي أواصر المحبة والألفة بين الزوجين، ويزيد من السعادة الزوجية.
3. عون للوالدين على طاعة الله: قد يكون الأبناء عونًا للوالدين على طاعة الله -تعالى- وبرهما، قال الله -تعالى-: {وَأَنْ أَشْكُرَ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (سورة لقمان: 14).
دعاء الرزق بالذرية الصالحة
1. دعاء سيدنا زكريا: عن زكريا -عليه السلام- أنه قال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} (سورة آل عمران: 38).
2. دعاء سيدنا إبراهيم: عن إبراهيم -عليه السلام- أنه قال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} (سورة الصافات: 100).
3. دعاء سيدنا يعقوب: عن يعقوب -عليه السلام- أنه قال: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ} (سورة ص: 45-47).
فضل الذرية الصالحة
1. زيادة البركة في العمر والمال: إن وجود الذرية الصالحة يزيد من البركة في العمر والمال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ثلاثةٌ يزيدون في عمر المرء: حسن الخلق، وكثرة الاستغفار، وصلة الرحم” (رواه ابن ماجه).
2. شفاعة الأبناء للوالدين يوم القيامة: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “خمسةٌ يشفعون إلى الله يوم القيامة: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء، ثم آباؤهم، ثم ذرياتهم” (رواه ابن ماجه).
3. دخول الجنة بفضل الذرية الصالحة: عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يلج النار أحدٌ في ذريته ألف” (رواه الترمذي).
آداب دعاء الرزق بالذرية الصالحة
1. الإخلاص لله -تعالى-: يجب أن يكون الداعي مخلصًا في دعائه، وأن يكون غرضه من الدعاء إرضاء الله -تعالى- وحده.
2. اليقين بالإجابة: يجب أن يكون الداعي على يقين بأن الله -تعالى- سيجيب دعاءه، قال الله -تعالى-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (سورة البقرة: 186).
3. التضرع والابتهال: يجب أن يكون الداعي متضرعًا إلى الله -تعالى- في دعائه، وأن يكون منكسر القلب، قال الله -تعالى-: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (سورة الأعراف: 56).
أسباب الحرمان من الذرية الصالحة
1. الذنوب والمعاصي: إن الذنوب والمعاصي من أسباب الحرمان من الذرية الصالحة، قال الله -تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (سورة الشورى: 30).
2. البعد عن الله -تعالى-: إن البعد عن الله -تعالى- وعدم الالتزام بأوامره واجتناب نواهيه من أسباب الحرمان من الذرية الصالحة.
3. عدم الدعاء والابتهال إلى الله -تعالى-: إن عدم الدعاء والابتهال إلى الله -تعالى- من أسباب الحرمان من الذرية الصالحة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السموات والأرض” (رواه الترمذي).
الخاتمة
الرزق بالذرية الصالحة من أعظم النعم التي يمن بها الله -تعالى- على عباده، وهي غاية يتمناها كل زوج وزوجة، وهي ثمرة الزواج المباركة التي تملأ الحياة سعادة وهناءً.