دعاء السجدة في القرآن
مقدمة:
السجدة ركن أساسي من أركان الصلاة، وهي من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهي من أعظم الوسائل لقضاء الحوائج ودفع المكاره، وللسجدة آداب كثيرة منها الخشوع وحسن الهيئة، ومن أفضل ما يقال في السجود الدعاء، فالدعاء في السجود مستجاب بإذن الله تعالى، لما ورد في الحديث: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.
فضل دعاء السجدة في القرآن:
وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تحث على الدعاء في السجود، ومن هذه الآيات:
– قوله تعالى: “وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ” (سورة العلق، الآية 19).
– قوله تعالى: “وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا” (سورة طه، الآية 114).
– قوله تعالى: “اسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوهُ” (سورة الحج، الآية 77).
ويبين لنا هذا الحديث فضل الدعاء في السجود، ويشجعنا على الإكثار منه.
آداب دعاء السجدة:
– الخشوع والاستكانة لله تعالى.
– حضور القلب والشعور بعظمة الله تعالى.
– التضرع والابتهال إلى الله تعالى.
– رفع الصوت بالدعاء إذا كان في صلاة السر، وخفضه إذا كان في صلاة الجهر.
– الدعاء بما شرعه الله تعالى من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أفضل أوقات دعاء السجدة:
يُستحب الدعاء في السجدة الأخيرة من كل ركعة من ركعات الصلاة المكتوبة، ولكن هناك أوقاتٌ يُستحب فيها الدعاء في السجدة أكثر من غيرها، ومن هذه الأوقات:
– في السجدة الأولى من صلاة الفجر.
– في السجدة الأولى من صلاة الظهر.
– في السجدة الأولى من صلاة العصر.
– في السجدة الأولى من صلاة المغرب.
– في السجدة الأولى من صلاة العشاء.
أدعية مأثورة في دعاء السجدة:
وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية كثيرة في دعاء السجدة، ومن هذه الأدعية:
– “اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَمِسَامِي وَنَخَاعِي” (رواه الترمذي).
– “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ وأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ” (رواه مسلم).
– “اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَتَّقَاكَ فِي الْغَيْبِ كَمَا أَتَّقِيكَ فِي الشَّهَادَةِ وَأَحْسِنْ عَوْرَتِي كَمَا أَحْسِنُ ظَاهِرِي وَأَسْعِدْنِي بِتَقْوَاكَ وَلاَ تُشْقِنِّي بِمَعْصِيَتِكَ” (رواه مسلم).
فوائد دعاء السجدة:
يكثر من دعاء السجدة يعود على العبد بالعديد من الفوائد، ومنها:
– نيل رضا الله تعالى ومغفرته.
– استجابة الدعاء وقضاء الحوائج.
– حصول العبد على ما فيه خير له في الدنيا والآخرة.
– حماية العبد من شرور نفسه وشرور الناس.
– زيادة إيمان العبد وتقواه.
خاتمة:
دعاء السجدة من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من أفضل ما يقال في السجود، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدلة على فضل دعاء السجدة وآدابه وأوقاته وأدعيته المأثورة وفوائده، لذلك ينبغي للمسلم أن يحرص على الإكثار من دعاء السجدة وأن يستغل هذا الوقت المبارك في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى.