دعاء القلب

دعاء القلب

دعاء القلب

المقدمة

إنّ الدعاء هو عبادة عظيمة يتقرّب بها العبد إلى ربّه، وهو من أعظم أسباب النجاة والفلاح في الدّنيا والآخرة، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “الدعاء هو العبادة”.

وللدعاء آداب وكيفيّات خاصّة، منها: الإخلاص لله تعالى، واليقين بالإجابة، والدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العُلى، والتضرّع والتذلّل لله تعالى، والإلحاح في الدعاء، والدعاء في أوقات الاستجابة، وأفضلها الثلث الأخير من الليل، ويوم الجمعة، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وعند السّفر، وعند الشدائد.

أقسام دعاء القلب

ينقسم دعاء القلب إلى قسمين رئيسيّين:

1. الدّعاء العام: وهو الدّعاء الذي يدعو فيه العبد لنفسه ولغيره من المسلمين، وهو يشمل جميع أنواع الدّعاء، كالدّعاء بالرّحمة والمغفرة والعافية والصّحة والتوفيق والسّعادة في الدّنيا والآخرة.

2. الدّعاء الخاص: وهو الدّعاء الذي يدعو فيه العبد لنفسه في أمور خاصّة، كالدّعاء بالزّواج أو الرّزق أو الشّفاء من المرض أو النّجاة من مكروه.

فضل دعاء القلب

لدعاء القلب فضائل عظيمة، منها:

1. التقرب إلى الله تعالى: فالدّعاء من أعظم أسباب التقرب إلى الله تعالى، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “أحبّ العباد إلى الله تعالى أدعاهم له”.

2. الاستجابة: فالدّعاء يوجب الاستجابة من الله تعالى، قال الله تعالى: “وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الدّاعي إذا دعان”.

3. الرّحمة: فالدّعاء سبب لنزول الرّحمة على العبد، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا استجابها الله له، أو صرف عنه من السّوء مثلها، قالوا: يا رسول الله، إذًا نكثر؟ قال: الله أكثر”.

4. الفرج: فالدّعاء سبب لكشف الكُرَب ورفع الشّدائد، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “الدعاء ينفع ممّا نزل وممّا لم ينزل، فادعوا الله وألحّوا عليه بالدّعاء”.

5. السّعادة: فالدّعاء سبب لتحقيق السّعادة في الدّنيا والآخرة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “الدّعاء مفتاح الرّحمة، ونجاة من الشّقوة، ودفع للبلاء، وإنّه لا يردّ القدر إلا الدّعاء”.

آداب دعاء القلب

هناك آداب يجب على الدّاعي أن يراعيها عند الدّعاء، منها:

1. الإخلاص لله تعالى: فالدّعاء يجب أن يكون خالصًا لله تعالى وحده، لا يُشرك معه أحدًا.

2. اليقين بالإجابة: ويجب على الدّاعي أن يكون على يقين تامّ بأنّ الله تعالى سيستجيب لدعائه، وأنّه لن يخيّبه أبدًا.

3. التضرّع والتذلّل: ويجب على الدّاعي أن يتضرّع ويتذلّل لله تعالى عند الدّعاء، وأن يكون خشعًا خاشعًا.

4. الإلحاح في الدّعاء: ويجب على الدّاعي أن يُلحّ في الدّعاء، ويُكرّره كثيرًا، ويُصبر نفسه على ذلك.

5. الدّعاء في أوقات الاستجابة: ويجب على الدّاعي أن يدعو الله تعالى في أوقات الاستجابة، ومنها: الثلث الأخير من الليل، ويوم الجمعة، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وعند السّفر، وعند الشّدائد.

6. الدّعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العُلى: ويجب على الدّاعي أن يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى، فإنّ ذلك من أسباب استجابة الدعاء.

7. حسن الظّن بالله تعالى: ويجب على الدّاعي أن يحسن الظّن بالله تعالى، وأن يعتقد يقينًا بأنّه سيستجيب لدعائه، وأنّه لن يخيّبه أبدًا.

أمثلة على دعاء القلب

هناك العديد من الأمثلة على دعاء القلب، منها:

1. دعاء العبد لنفسه: “اللهم اغفر لي ذنوبي وأرحمني وتوفّني برحمتك”.

2. دعاء العبد لغيره من المسلمين: “اللهم ارحم أبي وأمي وأخوتي وأخواتي وأولادي وأهلي وجميع المسلمين والمسلمات”.

3. دعاء العبد في أمور خاصّة: “اللهم ارزقني زوجة صالحة”.

4. دعاء العبد عند الشدائد: “اللهم فرّج كربي وأزل همّي واكشف غمي”.

5. دعاء العبد عند السّفر: “اللهم احفظني في سفري وأهلي ومالي”.

6. دعاء العبد عند المرض: “اللهم اشفني من مرضي وعافني وأكفني شرّ الأمراض”.

7. دعاء العبد عند الحاجة: “اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب وأغنني بحلالك عن حرامك”.

الخاتمة

دعاء القلب من أفضل العبادات وأعظمها أجرًا، وهو من أسباب التقرب إلى الله تعالى والفوز برحمته ورضوانه، والدّعاء من أعظم أسباب النجاة والفلاح في الدّنيا والآخرة، لذلك يجب علينا أن نكثر من الدّعاء وأن نلحّ فيه، وأن نكون على يقين تامّ بأنّ الله تعالى سيستجيب لدعائنا.

أضف تعليق