دعاء في الليل مستجاب

دعاء في الليل مستجاب

دعاء في الليل مستجاب

مقدمة:

إن الدعاء هو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو من أفضل الطاعات التي يستجيب الله بها لعباده، وقد حثنا الله تعالى على الدعاء في كثير من آيات القرآن الكريم، فقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].

إن الدعاء في الليل له فضل عظيم، وقد وردت أحاديث كثيرة تبين فضل الدعاء في الليل، منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” [رواه البخاري ومسلم].

فضل دعاء الليل:

1. الاستجابة:

إن الدعاء في الليل يكون أقرب إلى الاستجابة، وذلك لأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، وهي ساعة عظيمة من ساعات الليل، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” [رواه البخاري ومسلم].

2. المغفرة:

إن الدعاء في الليل سبب للمغفرة، وذلك لأن الله تعالى يتجلى على عباده المؤمنين في الثلث الأخير من الليل، ويغفر لهم ذنوبهم، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قام من الليل فقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، غفر له” [رواه البخاري ومسلم].

3. الرحمة:

إن الدعاء في الليل سبب للرحمة، وذلك لأن الله تعالى يرحم عباده المؤمنين في الثلث الأخير من الليل، وينزل عليهم بركاته ورحماته، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” [رواه البخاري ومسلم].

4. الرزق:

إن الدعاء في الليل سبب للرزق، وذلك لأن الله تعالى يرزق عباده المؤمنين في الثلث الأخير من الليل، وينزل عليهم بركاته وخيراته، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله يرزق العبد في آخر الليل ما لم يرزقه في أوله” [رواه الترمذي].

5. الشفاعة:

إن الدعاء في الليل سبب للشفاعة، وذلك لأن الله تعالى يشفع لعباده المؤمنين في الثلث الأخير من الليل، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله تعالى يقول: من سألني في الثلث الأخير من الليل حاجة لم أرده إلا أن يكون قد كتبها لنفسه” [رواه أحمد].

6. النجاة من النار:

إن الدعاء في الليل سبب للنجاة من النار، وذلك لأن الله تعالى ينجي عباده المؤمنين من النار في الثلث الأخير من الليل، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من صلى العشاء في جماعة ثم بات حتى يصلي الصبح فهو كأنما قام ليلة” [رواه مسلم].

7. رفع الدرجات:

إن الدعاء في الليل سبب لرفع الدرجات، وذلك لأن الله تعالى يرفع درجات عباده المؤمنين في الثلث الأخير من الليل، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من صلى من الليل اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتًا في الجنة” [رواه أحمد].

كيفية دعاء الليل:

1. الاستعداد للدعاء:

ينبغي للمؤمن أن يستعد للدعاء في الليل، وذلك بأن يتوضأ ويستقبل القبلة ويرفع يديه إلى السماء، ويخلص نيته لله تعالى، ويكون متضرعًا إليه، ويحضر قلبه للدعاء، ويتدبر معاني ما يدعو به.

2. أدعية مأثورة:

وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أدعية مأثورة يمكن للمؤمن أن يدعو بها في الليل، منها قوله: “اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر” [رواه البخاري].

3. الدعاء بتضرع وإخلاص:

ينبغي للمؤمن أن يدعو بتضرع وإخلاص، وأن يكون قلبه حاضرًا مع دعائه، وأن يتدبر معاني ما يدعو به، وأن يكون يقينًا بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء هو العبادة” [رواه الترمذي].

خاتمة:

إن دعاء الليل من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو من أفضل الطاعات التي يستجيب الله بها لعباده، وللدعاء في الليل فضل عظيم، منها الاستجابة والمغفرة والرحمة والرزق والشفاعة والنجاة من النار ورفع الدرجات، ويستحب للمؤمن أن يستعد للدعاء في الليل، وأن يدعو بأدعية مأثورة، وأن يدعو بتضرع وإخلاص، وأن يكون قلبه حاضرًا مع دعائه، وأن يكون يقينًا بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه.

أضف تعليق