دعاء لدفع البلاء والمصائب عند أهل البيت
المقدمة:
البلاء هو كل ما يصيب الإنسان من ضر أو مكروه، والمصيبة هي الحادثة المؤلمة التي تصيب الإنسان وتسبب له الحزن والأسى. وقد ابتلي الإنسان بالبلاء والمصائب منذ الأزل، وسوف يظل كذلك حتى قيام الساعة. وقد جاء في الحديث الشريف: “الدنيا دار ابتلاء، والآخرة دار جزاء”.
1. أنواع البلاء والمصائب:
ينقسم البلاء والمصائب إلى قسمين:
– البلاء القضائي: وهو البلاء الذي يرسله الله تعالى لعباده امتحانًا لهم واختبارًا لصبرهم وإيمانهم. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا تُرجعون”.
– البلاء الاختياري: وهو البلاء الذي يسببه الإنسان لنفسه بسبب أفعاله السيئة ومعاصيه. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم”.
2. أسباب البلاء والمصائب:
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى نزول البلاء والمصائب على الإنسان، ومنها:
– الذنوب والمعاصي: إن الذنوب والمعاصي من أكبر أسباب نزول البلاء والمصائب على الإنسان. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس”.
– الكفر والشرك: إن الكفر والشرك من أكبر الكبائر التي تؤدي إلى نزول البلاء والمصائب على الإنسان. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالًا بعيدًا”.
– عقوق الوالدين: إن عقوق الوالدين من كبائر الذنوب التي تؤدي إلى نزول البلاء والمصائب على الإنسان. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا”.
3. حكم البلاء والمصائب:
البلاء والمصائب حكمة من الله تعالى، فهو يبتلي عباده ليمتحنهم ويختبر صبرهم وإيمانهم. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين”.
4. فوائد البلاء والمصائب:
البلاء والمصائب له فوائد عديدة منها:
– تكفير الذنوب: البلاء والمصائب يكفر الله تعالى بها ذنوب عباده. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا غم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”.
– رفع الدرجات: الصبر على البلاء والمصائب يرفع الله تعالى به درجات عباده في الجنة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أعظم الناس درجة عند الله يوم القيامة أشدُّهم بلاءً في الدنيا”.
– التنبيه على الذنوب: البلاء والمصائب تنبه الإنسان على ذنوبه ومعاصيه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا عصى عبد ربه وأذنب بلاءً حتى يرده إلى ما كان عليه”.
5. كيفية التعامل مع البلاء والمصائب:
عندما يبتلى الإنسان بالبلاء والمصائب عليه أن يتعامل معها بالصبر والإيمان. وأن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه بكثرة ويستغفره من ذنوبه ومعاصيه. وأن يتصدق على الفقراء والمساكين. وأن يصلي ويدعو الله تعالى في أوقات الاستجابة.
6. دعاء لدفع البلاء والمصائب:
هناك العديد من الأدعية التي يمكن للإنسان أن يدعو بها الله تعالى لدفع البلاء والمصائب، ومنها:
– دعاء النبي إبراهيم عليه السلام: “ربنا اصرف عنا العذاب إنا مؤمنون”.
– دعاء النبي موسى عليه السلام: “ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم”.
– دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أعوذ بك من البلاء والمصائب والفتن ما ظهر منها وما بطن”.
7. الخاتمة:
البلاء والمصائب حكمة من الله تعالى، فهو يبتلي عباده ليمتحنهم ويختبر صبرهم وإيمانهم. وعندما يبتلى الإنسان بالبلاء والمصائب عليه أن يتعامل معها بالصبر والإيمان وأن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه بكثرة ويستغفره من ذنوبه ومعاصيه. وأن يتصدق على الفقراء والمساكين. وأن يصلي ويدعو الله تعالى في أوقات الاستجابة.