دعوا الله مخلصين

دعوا الله مخلصين

دعوا الله مخلصين

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الدعاء من العبادات العظام التي أمرنا الله بها، ورغبنا فيها، وهو عبادة القلب واللسان، وصدق الدعاء هو الإخلاص فيه، والإخلاص هو أن تكون النية لله وحده، وأن يكون القلب منصرفًا إليه وحده، لا يشوبه شيء من الرياء والسمعة، ولا من طلب الدنيا وزينتها.

الدعاء سبب لدفع البلاء

إن الدعاء سبب لدفع البلاء، ورد البأس، وحل المشاكل، وتفريج الكروب، قال تعالى: {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاهم إلى البر أعرضوا وما كنا عمالين} [الإسراء: 67].

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”. [رواه أحمد وأبو داود والترمذي]

ومن أمثلة الدعاء الذي دفع البلاء قول سيدنا يونس – عليه السلام -: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} [الأنبياء: 87]، فاستجاب الله دعاءه، وأنجاه من الغم الذي كان فيه.

الدعاء سبب لقضاء الحوائج

إن الدعاء سبب لقضاء الحوائج، وتحقيق الأمنيات، ونيل المطالب، قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} [غافر: 60].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء مخ العبادة”. [رواه الترمذي]

ومن أمثلة الدعاء الذي قضى به الله الحوائج، دعاء أم موسى – عليه السلام – عندما ألقت بموسى في اليم، فقالت: {رب إني وضعت ما في بطني تحريرًا لك ولأكون منك وليًا مرزوقًا} [القصص: 28]، فاستجاب الله دعاءها، وأنقذ موسى من الغرق.

الدعاء سبب لرفع البلاء

إن الدعاء سبب لرفع البلاء، وتخفيف المصائب، وتفريج الكروب، قال تعالى: {وإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون} [الزمر: 49].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”. [رواه أحمد وأبو داود والترمذي]

ومن أمثلة الدعاء الذي رفع به الله البلاء، دعاء سيدنا أيوب – عليه السلام – عندما ابتلاه الله بالمرض، فقال: {إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} [الأنبياء: 83]، فاستجاب الله دعاءه، ورد عليه الصحة والعافية.

الدعاء سبب لزيادة الرزق

إن الدعاء سبب لزيادة الرزق، وتوسيع المال، وتحقيق البركة فيه، قال تعالى: {وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين} [المنافقون: 10].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا الله تعالى وألحوا في الدعاء، فإن الله يحب من يلح عليه في الدعاء”. [رواه الترمذي]

ومن أمثلة الدعاء الذي زاد به الله الرزق، دعاء سيدنا سليمان – عليه السلام – عندما طلب من الله الملك، فقال: {رب هب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب} [ص: 35]، فاستجاب الله دعاءه، وجعله ملكًا عظيمًا.

الدعاء سبب لشفاء المرضى

إن الدعاء سبب لشفاء المرضى، وتخفيف آلامهم، وردهم إلى الصحة والعافية، قال تعالى: {وإذا مرضت فهو يشفين} [الشعراء: 80].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا الله تعالى وألحوا في الدعاء، فإن الله يحب من يلح عليه في الدعاء”. [رواه الترمذي]

ومن أمثلة الدعاء الذي شفى به الله المريض، دعاء سيدنا إبراهيم – عليه السلام – عندما أصيب زوجته سارة بالمرض، فقال: {رب هب لي ولدًا سويًا} [الصافات: 100]، فاستجاب الله دعاءه، ووهبه إسحاق – عليه السلام -.

الدعاء سبب لهداية الضالين

إن الدعاء سبب لهداية الضالين، وإرشادهم إلى الطريق الصحيح، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، قال تعالى: {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقًا} [الجن: 16].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا الله تعالى وألحوا في الدعاء، فإن الله يحب من يلح عليه في الدعاء”. [رواه الترمذي]

ومن أمثلة الدعاء الذي هدى به الله الضالين، دعاء سيدنا نوح – عليه السلام – عندما دعا قومه إلى الإيمان بالله، فقال: {رب نجني وأهلي مما يعملون} [الشعراء: 169]، فاستجاب الله دعاءه، وأنجاه وأهله من الطوفان.

الدعاء سبب لدخول الجنة

إن الدعاء سبب لدخول الجنة، ونيل رضوان الله تعالى، والفوز بالنعيم المقيم، قال تعالى: {وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية} [الغاشية: 8].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا الله تعالى وألحوا في الدعاء، فإن الله يحب من يلح عليه في الدعاء”. [رواه الترمذي]

ومن أمثلة الدعاء الذي أدخل صاحبه الجنة، دعاء سيدنا موسى – عليه السلام – عندما قال: {رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي} [القصص: 16]، فاستجاب الله دعاءه، وغفر له ذنبه، وأدخله الجنة.

الخاتمة

نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى الدعاء إليه مخلصين، وأن يعطينا ما نريد ونبتغي، وأن يجعل دعاءنا سببًا لسعادتنا في الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب.

أضف تعليق