زكاة الأوراق النقدية

زكاة الأوراق النقدية

مقدمة

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد فرضها الله تعالى على عباده لتطهير أموالهم وزيادة بركتها ونمائها، ولإعانة الفقراء والمساكين والمحتاجين، وهي واجبة على كل مسلم بالغ عاقل حر مالك للنصاب، حَوْلَ عليها عام كامل، وقال الله تعالى في كتابه العزيز: “خُذ مِن أَمْوَالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِم، إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (التوبة: 103).

زكاة الأوراق النقدية

1. تعريف زكاة الأوراق النقدية:

النقود هي الأوراق المالية التي تستخدم كوسيلة للتبادل التجاري، وتكون إما عملات ورقية أو عملات معدنية، وتعتبر الأوراق النقدية من الأموال الزكوية الواجب إخراج الزكاة منها، إذا بلغت قيمتها النصاب وحال عليها الحول.

2. النصاب في زكاة الأوراق النقدية:

النصاب في زكاة الأوراق النقدية هو قيمتها التي تساوي أو تزيد عن قيمة 85 جرامًا من الذهب الخالص، ويقدر هذا النصاب حاليًا بحوالي 3382 دولارًا أمريكيًا، أو ما يعادله من العملات الأخرى، فإذا بلغت قيمة الأوراق النقدية هذا النصاب، وحال عليها عام كامل، وجبت فيها الزكاة بمقدار 2.5% من قيمتها.

3. حساب زكاة الأوراق النقدية:

لحساب زكاة الأوراق النقدية، يتم تحديد قيمة النقود بالعملة المحلية، ثم يتم تحويل هذه القيمة إلى قيمتها بالعملة الأمريكية (الدولار الأمريكي)، وذلك حسب سعر الصرف الرسمي في تاريخ وجوب الزكاة، فإذا بلغت قيمة النقود بالدولار الأمريكي النصاب أو أكثر، وجبت فيها الزكاة بمقدار 2.5% من قيمتها.

4. وقت وجوب زكاة الأوراق النقدية:

تجب زكاة الأوراق النقدية عند حلول الحول عليها، والحول هو مرور عام كامل هجري على امتلاك النصاب، فإذا مضى عام كامل على امتلاك النصاب من الأوراق النقدية، وجبت فيها الزكاة.

5. مصارف زكاة الأوراق النقدية:

مصارف زكاة الأوراق النقدية هي الجهات والمؤسسات والأفراد الذين يجوز دفع الزكاة إليهم، وقد حدد الله تعالى مصارف الزكاة في القرآن الكريم، وهي ثمانية مصارف، وهي: الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل.

6. الأشخاص المعفون من زكاة الأوراق النقدية:

هناك بعض الأشخاص الذين يعفون من أداء زكاة الأوراق النقدية، وهم:

المدين: وهو الشخص الذي عليه ديون واجبة الأداء، ولا يملك وفاءها إلا من زكاة ماله، فلا تجب عليه الزكاة.

المفلس: وهو الشخص الذي لا يملك مالًا ولا قيمة له تكفي لقضاء ديونه، فلا تجب عليه الزكاة.

الغارم: وهو الشخص الذي عليه دين لا يستطيع الوفاء به، ولا يملك سوى ما يقيم أوده وأود عياله، فلا تجب عليه الزكاة.

صاحب الحاجات الأصلية: وهو الشخص الذي لا يملك ما يكفيه لقضاء حاجاته الأساسية، مثل الطعام والشراب والكساء والمسكن، فلا تجب عليه الزكاة.

7. الحكمة من مشروعية زكاة الأوراق النقدية:

الحكمة من مشروعية زكاة الأوراق النقدية متعددة، منها:

تطهير الأموال وزيادة بركتها ونمائها.

مساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين وإغناءهم عن السؤال.

تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع ورعاية المحتاجين والضعفاء.

تعزيز روح التعاون والتآلف والرحمة بين المسلمين.

الخاتمة

زكاة الأوراق النقدية هي أحد فروض الإسلام الخمسة، وقد فرضها الله تعالى على عباده لتطهير أموالهم وزيادة بركتها ونمائها، ولإعانة الفقراء والمساكين والمحتاجين، وهي واجبة على كل مسلم بالغ عاقل حر مالك للنصاب، حَوْلَ عليها عام كامل، ويقدر النصاب حاليًا بحوالي 3382 دولارًا أمريكيًا، أو ما يعادله من العملات الأخرى، وتجب الزكاة في الأوراق النقدية بمقدار 2.5% من قيمتها، وتصرف زكاة الأوراق النقدية في مصارف الزكاة الثمانية التي حددها الله تعالى في القرآن الكريم.

أضف تعليق