سورة الجاثية ايمن سويد

سورة الجاثية ايمن سويد

سورة الجاثية: آيات وعبر

مقدمة:

سورة الجاثية هي السورة الخامسة والأربعون في القرآن الكريم، وتقع في الجزء السابع والعشرين منه، وهي من السور المكية، نزلت بعد سورة فصلت وقبل سورة الأحقاف، وعدد آياتها 37، سميت بهذا الاسم نسبة إلى الجاثين يوم القيامة الذين تأخذهم الهيبة والخشوع، وهي من السور التي تتناول موضوعات العقيدة والتوحيد والبعث والحساب والجزاء.

1. التوحيد والإيمان بالله:

– تبدأ سورة الجاثية ببيان وحدانية الله تعالى وألوهيته وملكوت السموات والأرض له وحده، حيث يقول تعالى: ﴿أَلَا لِلَّهِ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ [الجاثية: 23].

– تؤكد السورة على ضرورة الإيمان بالله تعالى واتباعه وتوحيده وتنزيهه عن الشرك، حيث يقول تعالى: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الجاثية: 26].

– تحذر السورة من اتخاذ الأولياء والشركاء من دون الله تعالى، وتبين أن ذلك من الكفر والشرك، حيث يقول تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّخِذْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ وَلِيُّهُ﴾ [الجاثية: 19].

2. البعث واليوم الآخر:

– تؤكد سورة الجاثية على وقوع البعث والحساب والجزاء في يوم القيامة، وتبين أن ذلك هو الحق اليقين، حيث يقول تعالى: ﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا﴾ [الجاثية: 27].

– تصف السورة هول يوم القيامة وما فيه من أهوال ومصاعب، وتبين أن كل نفس ستجازى بما عملت في الدنيا، حيث يقول تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الجاثية: 24].

– تحذر السورة من الكفر والتكذيب بالبعث والحساب والجزاء، وتبين أن ذلك من أسباب دخول النار والعذاب الأليم، حيث يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَسُوءِ الْحِسَابِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ﴾ [الجاثية: 34].

3. فضل القرآن الكريم:

– تشير سورة الجاثية إلى فضل القرآن الكريم وكونه كتابًا منزلًا من عند الله تعالى، حيث يقول تعالى: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾ [الجاثية: 32].

– تبين السورة أن القرآن الكريم هو شفاء ورحمة للمؤمنين، وهو هادٍ إلى الصراط المستقيم، حيث يقول تعالى: ﴿نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [الجاثية: 29].

– تحث السورة على تلاوة القرآن الكريم وتدبره واستخراج العبر منه، وتبين أن ذلك من أسباب زيادة الإيمان وتقوى الله تعالى، حيث يقول تعالى: ﴿وَتِلْوِهِ تِلْوَةً فَإِنَّ ذِكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الجاثية: 21].

4. الإحسان إلى اليتامى والمساكين:

– تحث سورة الجاثية على الإحسان إلى اليتامى والمساكين وإطعامهم وكسوتهم، وتبين أن ذلك من أسباب دخول الجنة ونيل رضا الله تعالى، حيث يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ [الجاثية: 15].

– تذم السورة البخل والشح وعدم الإحسان إلى اليتامى والمساكين، وتبين أن ذلك من أسباب دخول النار والعذاب الأليم، حيث يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الجاثية: 33].

– تشجع السورة على الإنفاق في سبيل الله تعالى وبذل الأموال في وجوه الخير، وتبين أن ذلك من أسباب الرزق والبركة في المال والأولاد، حيث يقول تعالى: ﴿وَمَنْ أَنْفَقَ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ فَإِنَّمَا يُنْفِقُ مِنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ﴾ [الجاثية: 13].

5. عظمة خلق الإنسان:

– تشير سورة الجاثية إلى عظمة خلق الإنسان وتفضيله على كثير من المخلوقات الأخرى، حيث يقول تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [الجاثية: 4].

– تبين السورة أن الإنسان قد كرمه الله تعالى وفضله على كثير من المخلوقات الأخرى، حيث يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الجاثية: 13].

– تحث السورة الإنسان على شكر الله تعالى على نعمه الكثيرة وعلى استغلال هذه النعم في طاعة الله تعالى وعبادته، حيث يقول تعالى: ﴿فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجاثية: 32].

6. دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الهدى:

– تتحدث سورة الجاثية عن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الهدى والإيمان بالله تعالى، وتشهد له بالصدق والأمانة، حيث يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الجاثية: 24].

– تبين السورة أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين وأن رسالته خاتمة الرسالات، حيث يقول تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ الل

أضف تعليق