سورة الجن مكتوبة كاملة

سورة الجن مكتوبة كاملة

سورة الجن مكتوبة كاملة

المقدمة:

سورة الجن هي السورة السبعون في القرآن الكريم، وهي سورة مكية، نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتتكون من 28 آية، وتتناول السورة العديد من الموضوعات، منها: الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، والوعظ والنصح، وبيان صفات الجن ومكائدهم، والعبرة للمؤمنين بأخبار الأمم السابقة، وحكمة الله تعالى في خلقه للجن والإنس.

الجن والوحي:

لقد ثبت في الآثار النبوية الشريفة، أن الجن قد سمعوا القرآن الكريم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة إلى المقبرة، فسمعه الجن يقرؤون القرآن، فقال: ما هذا؟ قالوا: هؤلاء إخواننا من الجن، فدعوا لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

وذلك يدل على فضل القرآن الكريم وأنه شفاء للصدور ونور للقلوب، كما يدل على أن الجن يعيشون بيننا ونحن لا نراهم، وأنهم مكلفون بطاعة الله تعالى، وأنهم يؤمنون بالله تعالى ورسله وكتبه، وأنهم يسعون إلى الخير ويتجنبون الشر.

وساوس الشياطين:

إن الشياطين يحاولون دائمًا إغواء الإنسان وإضلاله وإبعاده عن طريق الحق، وذلك عن طريق الوسوسة إليه بالشر وتزيين المعاصي له، فقد قال الله تعالى في سورة الأعراف: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ}.

ولكن على المؤمن أن يقاوم وساوس الشياطين بالمعوذتين، وهما سورتا الفلق والناس، وأن يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والاستغفار، وأن يلتزم بطاعة الله تعالى واجتناب معاصيه، وأن يكون دائم الذكر لله تعالى، فإن ذلك كله يقي الإنسان من شر وساوس الشياطين.

الأعمال التي تكرهها الجن:

هناك بعض الأعمال التي تكرهها الجن وتبتعد عنها، ومن هذه الأعمال:

* تلاوة القرآن الكريم بصوت مرتفع.

* قراءة سورة البقرة.

* ذكر الله تعالى والاستغفار.

* الصدقة.

* الإحسان إلى الآخرين.

* النظافة الشخصية والطهارة.

ولذلك ينبغي على المؤمن أن يحرص على القيام بهذه الأعمال باستمرار، فإن ذلك يبعد عنه الجن ويكرهون منه.

حكمة الله تعالى في خلق الجن والإنس:

لقد خلق الله تعالى الجن والإنس ليعبدوه ويطيعوه، وقد قال الله تعالى في سورة الذاريات: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.

ولكن اختار الله تعالى من الجن والإنس من أراد أن يهديه إلى الصراط المستقيم، وابتلى من أراد أن يضلله، وذلك ليعلم من هو الصابر المؤمن ومن هو الكافر المعاند، كما قال الله تعالى في سورة المائدة: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

ويظهر في قصة “بلعام” من الجن، الذي كان له قدرة على الكلام باللغات المختلفة، كما كان قادرًا على إخراج الجان من أجساد الناس، وإذا ما أمرهم بأن يقوموا بمهمة ما نفّذوها.

وفي قصة “الساحر والجنّي” يظهر أن الساحر استطاع حبس الجنّي بأمر الله، وقد فعل ذلك عن طريق الاستعانة بالله وحده. وقد ذكر أن السحرة كانوا يستعينون بالجنّ لتعلم أشكال عديدة من السحر، وما استطاعوا أن يفعلوا ذلك إلا أنّه من عند الله.

وفي قصة “كعب الأحبار” يظهر أن كعب الأحبار كان لديه القدرة على كشف أحوال الجنّ، ومكانهم، ومعرفة أفكارهم، وذلك بسبب أن الله تبارك وتعالى منحه هذه المواهب. وفي قصة “حجر الخضراء” يظهر أن هذه المرأة كانت لديها القدرة على محاورة الجنّ وفهم لغاتهم، وذلك من خلال رجل كان يمتلك حجرًا أخضر اللون، وكان هذا الرجل عندما يضع الحجر على رأسه، تقترب الجنّ منه ويتواصل معها.

وفي قصة “الهدهد” يظهر أن النبيّ سليمان استطاع السيطرة على الجنّ، وهذا الذي حدى ببلقيس ملكة سبأ أن تسلم لله تبارك وتعالى وترسل إلى سيدنا سليمان رسولًا لتخبره أنها قد أسلمت لله، وقد أمرها سليمان عليه السلام أن تكسر عرشها، وقد انصاعت لأمره وكسرت عرشها.

وفي قصة “علاء الدين والسراج المسحور” يظهر أن علاء الدين تمكن من تحرير المارد من السراج المسحور، وقد وعده المارد بتنفيذ ثلاث أمنيات له، وقد نفذ المارد هذه الأماني بالفعل، وقد كانت هذه الأماني هي سبب الهلاك له.

وفي قصة “عمر بن الخطاب والجنّ” يظهر أن الجنّ طلبوا المساعدة من عمر بن الخطاب عندما أحسوا بخطر يهددهم، وقد استجاب عمر بن الخطاب لطلبهم، وقد كان عمله هذا سببًا في إسلام هذا الجنّي.

الخاتمة:

إن سورة الجن من السور المهمة في القرآن الكريم، وهي تتناول العديد من الموضوعات المهمة، منها: الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، والوعظ والنصح، وبيان صفات الجن ومكائدهم، والعبرة للمؤمنين بأخبار الأمم السابقة، وحكمة الله تعالى في خلقه للجن والإنس.

وقد استعرضنا في هذا المقال بعضًا من القصص الواردة في سورة الجن، والتي توضح لنا مدى قدرة الله سبحانه وتعالى على خلقه، وإحاطته بكل ما يفعلون، كما تبين لنا كذلك حقيقة الجن، وأنهم مخلوقات حقيقية لها عالمها الخاص بها، وأنها يمكن أن تتواصل مع الإنسان وتؤثر عليه.

أضف تعليق