سورة الرحمن: معجزة البيان والإعجاز
المقدمة:
سورة الرحمن هي إحدى السور المكية التي نزلت على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وهي السورة 55 في ترتيب المصحف الشريف، وتتكون من 78 آية، وتتميز سورة الرحمن بأسلوبها البلاغي الرائع وإيقاعها الموسيقي الجميل، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تبدأ بكلمة “الرحمن” التي تكررت 31 مرة في السورة، وهذا الاسم يدل على رحمة الله تعالى الواسعة وفضله على عباده.
**فضائل سورة الرحمن:**
1. سورة الرحمن من أعظم سور القرآن الكريم، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة الرحمن كانت له عتق رقبة، ومن صام نهارها كان له أجر صيام شهر، ومن قام ليلتها كان له قيام ليلة القدر”.
2. سورة الرحمن سبب لدخول الجنة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة الرحمن في كل ليلة جمعة دخلت الجنة”.
3. سورة الرحمن شفاء للأمراض، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة الرحمن على مريض شفاه الله تعالى”.
**دروس وعبر من سورة الرحمن:**
1. التوحيد: تؤكد سورة الرحمن على توحيد الله تعالى، وتنزهه عن الشركاء والولد، وتدعو إلى عبادته وحده لا شريك له.
2. الرحمة: تتجلى رحمة الله تعالى في خلقه للكون والإنسان، وفي نعمه الكثيرة التي أنعم بها عليهم، وفي عفوه ومغفرته لهم.
3. الجزاء: تبين سورة الرحمن أن الله تعالى يجازي المحسنين بالإحسان والمسيئين بالإساءة، وأن لكل عمل جزاءه العادل.
4. الجنة والنار: تصف سورة الرحمن الجنة ونعيمها، وتصف النار وعذابها، وتدعو إلى العمل الصالح الذي يقود إلى الجنة والابتعاد عن المعاصي التي تؤدي إلى النار.
5. الإيمان باليوم الآخر: تؤكد سورة الرحمن على الإيمان باليوم الآخر، وتبين أن هذا اليوم هو يوم الفصل بين الناس، ويوم الحساب والجزاء.
6. ذكر نعم الله تعالى: تعدد سورة الرحمن نعم الله تعالى على عباده، وتدعوهم إلى شكره والتسبيح له والثناء عليه.
7. الدعاء والتضرع: تحث سورة الرحمن على الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وتبين أن الله تعالى يجيب دعاء عباده ويلبي حاجاتهم.
الخاتمة:
سورة الرحمن هي سورة عظيمة من سور القرآن الكريم، وهي مليئة بالدروس والعبر والفضائل، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءتها والعمل بها، فهي تذكر الإنسان برحمة الله تعالى ونعمه الكثيرة، وتدعوه إلى الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، وتحثه على العمل الصالح والابتعاد عن المعاصي، وتساعد على دخول الجنة والنجاة من النار، فهي سورة جامعة لكل خير، جديرة بالتدبر والعمل بها.