شعر نبطي عن الشوق

شعر نبطي عن الشوق

شعر نبطي عن الشوق

مقدمة:

الشوق هو شعور قوي وإنساني يعتري الإنسان عندما يفتقد شخصًا أو شيئًا عزيزًا عليه، وفن الشعر النبطي ليس ببعيد عن هذه المشاعر الجياشة التي تترجمها الأبيات الشعرية بطريقة رائعة ومؤثرة، فالشوق والحنين إلى من نحب هو أحد أهم الموضوعات التي يتناولها الشعر النبطي.

أولاً: وصف الشوق في الشعر النبطي:

1. يصف شعراء النبطية الشوق على أنه نار تحرق القلب ووجع يمزق النفس، كما في قول الشاعر:

يا شوق ما لك حيلتي حيل الردى

يا شوق خلي الناس ينسونك وانسى

2. يشبه الشعراء الشوق بالليل الطويل الحالك الذي لا ينتهي، كقول أحد الشعراء:

ليلي وفيك الشوق طال وامتد

والفجر موعدنا تعال ولا تـرد

3. وقد يصف الشعراء الشوق بالرمل الذي يملأ أقدامه عند السير، فيقول شاعر:

يا شوق لا تقطع رسام خطاي

إن الجدايل فوق رمل الشوق ضاعت

ثانيًا: أسباب الشوق في الشعر النبطي:

1. الفراق والغياب: الفراق والغياب هما السببان الرئيسيان للشوق في الشعر النبطي، فعندما يغادر الحبيب أو الصديق أو أحد الأقارب، فإن مشاعر الشوق والحنين تتملك المحب وتجعله يتوق إلى لقائهم مجددًا.

2. الموت: الموت هو سبب آخر للشوق في الشعر النبطي، فعندما يفقد الإنسان عزيزًا عليه، سواء كان حبيبًا أو صديقًا أو أحد أفراد العائلة، فإن مشاعر الشوق والحنين تتملك قلبه ويدعوه إلى التعبير عنها من خلال الشعر.

3. الوطن: الوطن هو سبب آخر للشوق في الشعر النبطي، فعندما يضطر الإنسان إلى ترك وطنه لأي سبب من الأسباب، فإن مشاعر الشوق والحنين إلى الوطن تتملك قلبه ويحلم بالعودة إليه في أقرب فرصة.

ثالثًا: مظاهر الشوق في الشعر النبطي:

1. البكاء والأنين: يعد البكاء والأنين من أبرز مظاهر الشوق في الشعر النبطي، فعندما يتملك الشوق قلب المحب، فإنه لا يجد مفراً من البكاء والأنين للتعبير عن مدى حزنه وشوقه.

2. السهر والأرق: السهر والأرق هما أيضًا من مظاهر الشوق في الشعر النبطي، فعندما يتملك الشوق قلب المحب، فإنه لا يستطيع النوم، ويبقى مستيقظًا طوال الليل يفكر في حبيبه أو صديقه أو وطنه البعيد.

3. الشرود والغياب الذهني: الشرود والغياب الذهني هما أيضًا من مظاهر الشوق في الشعر النبطي، فعندما يتملك الشوق قلب المحب، فإنه يصبح شارد الذهن وغير قادر على التركيز.

رابعًا: أغراض الشوق في الشعر النبطي:

1. التعبير عن المشاعر: يعد التعبير عن المشاعر أحد أهم أغراض الشوق في الشعر النبطي، فعندما يتملك الشوق قلب المحب، فإنه يشعر بالرغبة في التعبير عن مدى حزنه وشوقه من خلال الشعر.

2. التأثير على الآخرين: يعد التأثير على الآخرين أحد أهم أغراض الشوق في الشعر النبطي أيضًا، فعندما يقرأ أو يسمع الناس شعراً يعبر عن الشوق، فإنهم يتأثرون به ويشعرون بالتعاطف مع الشاعر.

3. الحث على التحرك: قد يستخدم الشعراء النبطيون موضوع الشوق في شعرهم لحث الآخرين على التحرك من أجل تحقيق هدف ما، كأن يحثوهم على العودة إلى الوطن أو لم شمل الأسرة أو غير ذلك.

خامسًا: أنواع الشوق في الشعر النبطي:

1. الشوق إلى الحبيب: هو أحد أنواع الشوق الأكثر شيوعًا في الشعر النبطي، حيث يوجه الشاعر أبياته إلى حبيبه الغائب وتغمره مشاعر الشوق والحنين إليه.

2. الشوق إلى الصديق: يوجه الشاعر في هذا النوع من الشوق أبياته إلى صديقه البعيد الذي يفتقده بشدة ويعبر عن مشاعر الشوق والحنين إليه.

3. الشوق إلى الوطن: عندما يضطر الإنسان إلى ترك وطنه لأي سبب من الأسباب، فإنه يشعر بالشوق والحنين إليه ويتوق إلى العودة إليه في أقرب فرصة.

سادسًا: قصائد عن الشوق في الشعر النبطي:

1. قصيدة “أشواق” للشاعر بدر بن عبد المحسن: في هذه القصيدة، يصف الشاعر مشاعر الشوق والحنين التي تملكت قلبه بسبب غياب حبيبته، ويقول فيها:

أشواق شوق وأشواق وله

ما بين صدري يزهى ونشوه

إلى من هوى روحي له

وإلى من له مهجتي صبوه

2. قصيدة “يا دار ما سرك” للشاعر مضحي بن دليم: في هذه القصيدة، يوجه الشاعر أبياته إلى داره التي تركها، ويعبر عن مشاعر الشوق والحنين إليها، ويقول فيها:

يا دار ما سرك على من سكنها

وأنت توحش من غوى عنك غيه

ما سرك إلا على من رحل عنك

يشتاق شيخ هن وتشتاق شيه

3. قصيدة “وطن الروح” للشاعر هزاع بن فهيد: في هذه القصيدة، يصف الشاعر مشاعر الشوق والحنين إلى وطنه الذي تركه، ويتمنى العودة إليه في أقرب فرصة، ويقول فيها:

وطني هو الروح لي فوق كل روح

فكيف لا أشعر في قربي إليه

وأنني لو أبعدوا منه سنين

لما نأت عنه روحي أو عليه

سابعًا: خاتمة:

الشوق هو شعور إنساني قوي ينتابنا عندما نفقد من نحب أو نبتعد عن شيء عزيز علينا، وقد أبدع الشعراء النبطيون في وصف مشاعر الشوق بأبيات شعرية مؤثرة، سواء كان شوقًا إلى الحبيب أو الصديق أو الوطن أو أي شيء آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *