صفة قيام الليل

صفة قيام الليل

مقدمة

قيام الليل من العبادات التي يفضلها الله تعالى ويرغب فيها، وقد حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، وأخبر أن الأجر والثواب فيها عظيم، وفي القيام سكون القلب والبدن، وطمأنينة النفس، وراحة البال، كما أن القيام له تأثير كبير في صفاء الذهن وتنوير البصيرة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على قيام الليل، وكان يصلي حتى تتورم قدماه، وكان يقول: “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط”.

فضل قيام الليل

1- فضل قيام الليل في زيادة الحسنات والدرجات:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قام اثنتي عشرة ركعة من الليل كتب له بعبادة ستين سنة”.

– وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى بالليل وهو شبعان كتب له قيام ليلة”.

– وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صلاة الليل كفارة للذنوب، ومطردة للهم، ومنهاة للداء عن الجسد”.

2- فضل قيام الليل في استجابة الدعاء:

– عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟”.

– وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد”.

– وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء في السجود”.

3- فضل قيام الليل في دخول الجنة:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.

– وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى في ليلة القدر عشرين ركعة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر”.

– وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى في رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.

كيفية قيام الليل

1- النية: ينوي المصلي قيام الليل لله تعالى وحده، ويستحضر أنه واقف بين يدي الله تعالى، وأنه محاسب على أقواله وأفعاله.

2- الوضوء: يستحب الوضوء قبل قيام الليل، فإن لم يتيسر الوضوء فيجوز التيمم.

3- مكان القيام: يستحب قيام الليل في المسجد، فإن لم يتيسر ففي البيت، ولا حرج في القيام في أي مكان طاهر.

4- الوقت: يبدأ وقت قيام الليل من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، ويفضل قيام الليل في الثلث الأخير من الليل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟”.

5- الركعات: يصلي المصلي ما تيسر له من الركعات، ولا حد لأقلها أو لأكثرها، فالأقل ركعتان، والأكثر ما شاء، ويستحب أن يكون عدد الركعات وترًا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله وتر يحب الوتر”.

6- القراءة: يقرأ المصلي في كل ركعة سورة من القرآن الكريم، أو ما تيسر له من الآيات، ويستحب أن يقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات في كل ركعة.

7- الدعاء: يدعو المصلي بما شاء من الأدعية والأذكار، ويستحب أن يدعو بالدعاء المأثور، مثل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: “ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب”.

أحكام قيام الليل

1- قيام الليل سنة مؤكدة: قيام الليل سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حث عليها في أحاديث كثيرة، وأخبر أن الأجر والثواب فيها عظيم.

2- جواز قيام الليل للرجال والنساء: يجوز قيام الليل للرجال والنساء على حد سواء، ولا فرق بينهما في ذلك.

3- فضل قيام الليل في رمضان: لقيام الليل في رمضان فضل كبير، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.

4- جواز قيام الليل للمسافر: يجوز للمسافر أن يقوم الليل، ويستحب له أن يخفف من عدد الركعات، مراعاة لحاجته إلى النوم والراحة.

5- جواز قيام الليل للمريض: يجوز للمريض أن يقوم الليل، ويستحب له أن يصلي قيام الليل جالسًا أو مستلقيًا على جنبه، مراعاة لظروفه الصحية.

6- جواز قيام الليل للحائض: لا يجوز للحائض أن تقوم الليل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا حاضت المرأة فلا تصم ولا تصل”.

7- جواز قيام الليل للجنب: لا يجوز للجنب أن يقوم الليل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله صلاة بحضرة جنب حتى يغتسل”.

فوائد قيام الليل

1- صفاء القلب والبدن: قيام الليل يصفّي القلب والبدن، ويطهرهما من الذنوب والآثام، ويجعلهما أقرب إلى الله تعالى.

2- زيادة الحسنات والدرجات: قيام الليل يزيد الحسنات والدرجات عند الله تعالى، ويقرب العبد من ربه، ويجعله من الفائزين بالجنة.

3- استجابة الدعاء: الدعاء في قيام الليل مستجاب بإذن الله تعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد”.

4- دخول الجنة: قيام الليل سبب من أسباب دخول الجنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.

5- دفع الهموم والغموم: قيام الليل يفرّج الهموم والغموم، ويبعث على الطمأنينة والسكينة في النفس.

6- الوقاية من الأمراض: قيام الليل يقوي المناعة، ويقي من الأمراض، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “صلاة الليل كفارة للذنوب، ومطردة للهم، ومنهاة للداء عن الجسد”.

7- زيادة الرزق: قيام الليل سبب من أسباب زيادة الرزق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من صلّى البردين دخل الجنة”.

الآثار السلبية لترك قيام الليل

1- قسوة القلب: ترك قيام الليل يقسي القلب، ويجعله بعيدًا عن الله تعالى.

2- نقص الحسنات والدرجات: ترك قيام الليل يقلل الحسنات والدرجات عند الله تعالى، ويجعل العبد من الخاسرين.

3- عدم استجابة الدعاء: الدعاء في ترك قيام الليل لا يستجاب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد”.

4- حرمان من دخول الجنة: ترك قيام الليل سبب من أسباب حرمان دخول الجنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.

5- زيادة الهموم والغموم: ترك قيام الليل يزيد الهموم والغموم، ويسبب القلق والتوتر في النفس.

6- الإصابة بالأمراض: ترك قيام الليل يضعف المناعة، ويسبب الإصابة بالأمراض، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “صلاة الليل كفارة للذنوب، ومطردة للهم، ومنهاة للداء عن الجسد”.

7- نقص الرزق: ترك قيام الليل سبب من أسباب نقص الرزق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من

أضف تعليق