قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون تفسير

قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون تفسير

قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون تفسير

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد،،،

فإن الله جل وعلا أنزل القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هداية للناس أجمعين، وقد جعل فيه من الآيات البينات ما يدل على عظمته وقدره، ومن هذه الآيات قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (الزمر: 9).

الفرق بين من جمعوا بين العلمين وبين من حازوا علمًا واحدًا:

– من جمع بين العلمين، أي علم الدين وعلم الدنيا، فهذا هو العالم الكامل. قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (الزمر: 9).

– من حاز علمًا واحدًا، إما الديني أو الدنيوي، فهذا لا يُسمى عالمًا. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “فالعالم من علم علمًا نافعًا وعمل به، وإن لم يحز العلوم كلها، والجاهل من لم يجمع بين العلم والعمل، وإن أحاط بجميع العلوم، فالعلم والعمل قرينان متلازمان”.

– من حاز العلم الديني فقط، فهذا يُسمى فقيهًا أو مفسرًا أو محدثًا. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ} (يوسف: 109).

الفرق بين العالم والجاهل:

– العالم هو الذي يرى الأشياء على حقيقتها، ويدرك السنن والأنظمة التي تحكم الكون، ويعرف الغايات والمقاصد من كل شيء. قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الروم: 40).

– الجاهل هو الذي لا يرى الأشياء على حقيقتها، ولا يدرك السنن والأنظمة التي تحكم الكون، ولا يعرف الغايات والمقاصد من كل شيء. قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (الأنكبوت: 43).

– العالم هو الذي يستخدم علمه لخدمة البشرية، ونشر الخير والعدل في الأرض. قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (التوبة: 34).

فضل العلم على الجهل:

– العلم نور يضيء به الإنسان طريقه في الحياة، ويجعله قادرًا على فهم الكون من حوله. قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (النحل: 78).

– الجهل ظلمة تحجب عن الإنسان نور الحقيقة، وتجعله تائهًا في الحياة. قال تعالى: {أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام: 122).

– العلم يعلي من شأن الإنسان ويرفعه في الدنيا والآخرة. قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} (فاطر: 20).

العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة:

– العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، لقوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} (القصص: 77).

– العلم هو السبيل الوحيد للنجاة في الآخرة، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (الحديد: 28).

– العلم هو السبيل الوحيد لتحقيق التقدم والازدهار في الدنيا، لقوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه: 114).

ثمار العلم:

– العلم ينير الطريق وينير العقل ويجعل الإنسان يفهم الحكمة في الكون.

– العلم يحل المشكلات الاجتماعية ويساعد على إيجاد العلاجات للأمراض ويرفع مستوى المعيشة.

– العلم يعزز قيم العدالة والسلام والتسامح والوحدة بين الناس.

الخلاصة:

العلم نور والجهل ظلمة، والعالم أفضل من الجاهل، والعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وله ثمار كثيرة في الدنيا والآخرة. قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} (فاطر: 20).

أضف تعليق