كيف اصلي صلاة الاستخارة وانا حائض

كيف اصلي صلاة الاستخارة وانا حائض

كيف أصلي صلاة الاستخارة وأنا حائض؟

مقدمة

صلاة الاستخارة هي صلاة يستعين بها المسلم بربه في اختيار الأمر الأنسب له عند وجود خيارين لا يستطيع الحسم بينهما، وهي من السنن الثابتة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمهم السورة من القرآن، يقول: “إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – ويسمي حاجته – خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به”.

هل يجوز للمرأة الحائض أن تصلي صلاة الاستخارة؟

اختلف الفقهاء في حكم صلاة الاستخارة للمرأة الحائض على قولين:

القول الأول: لا يجوز للمرأة الحائض أن تصلي صلاة الاستخارة، لأنها تعتبر في حالة حدث أكبر، ويجب عليها أن تتطهر قبل أداء أي عبادة. وهذا هو قول جمهور الفقهاء، ومنهم المالكية والشافعية والحنابلة.

القول الثاني: يجوز للمرأة الحائض أن تصلي صلاة الاستخارة، لأنها ليست من العبادات التي تشترط الطهارة لها. وهذا هو قول الحنفية.

أدلة القول الأول:

1. استدل القائلون بعدم جواز صلاة الاستخارة للمرأة الحائض بقول الله تعالى: “وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ”، وقالوا إن صلاة الاستخارة هي عبادة، والعبادة لا تصح من المحْدِث.

2. استدلوا أيضًا بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج في سفر تطهر، وإذا أراد أن يعتكف تطهر”. وقالوا إن تطهير النبي صلى الله عليه وسلم قبل السفر والاعتكاف يدل على أن العبادة لا تصح من المحْدِث.

أدلة القول الثاني:

1. استدل القائلون بجواز صلاة الاستخارة للمرأة الحائض بقول الله تعالى: “وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ”، وقالوا إن هذه الآية تدل على أن ذكر الله تعالى جائز في أي وقت، حتى في حالة الحدث.

2. استدلوا أيضًا بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه”. وقالوا إن ذكر الله تعالى على كل الأحيان يدل على أنه جائز في حالة الحدث.

3. استدلوا أيضًا بأن صلاة الاستخارة ليست من العبادات التي تشترط الطهارة لها، بل هي دعاء إلى الله تعالى، والدعاء جائز في أي وقت، حتى في حالة الحدث.

ماذا تفعل المرأة الحائض إذا أرادت أن تصلي صلاة الاستخارة؟

إذا أرادت المرأة الحائض أن تصلي صلاة الاستخارة، فإنها تفعل الآتي:

1. تتوضأ وتصلي ركعتين من غير الفريضة.

2. تقرأ سورة الفاتحة في الركعة الأولى.

3. تقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات في الركعة الثانية.

4. بعد أن تسلم من الصلاة، تدعو الله تعالى وتطلب منه أن يختار لها الخير في أمرها.

دعاء صلاة الاستخارة للمرأة الحائض:

اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – وتسمي حاجتها – خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به.

متى تستجاب صلاة الاستخارة؟

لا يوجد وقت محدد لاستجابة صلاة الاستخارة، فقد يستجاب الدعاء فيها بعد الصلاة مباشرة، وقد يستجاب بعد فترة من الزمن. والأفضل للمرأة الحائض أن تصلي صلاة الاستخارة وتدعو الله تعالى وتتوكل عليه، وتترك الأمر له سبحانه وتعالى حتى يختار لها الخير.

خاتمة

صلاة الاستخارة سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي من العبادات التي يستعين بها المسلم بربه في اختيار الأمر الأنسب له عند وجود خيارين لا يستطيع الحسم بينهما. وتجوز صلاة الاستخارة للمرأة الحائض، لأنها ليست من العبادات التي تشترط الطهارة لها. وإذا أرادت المرأة الحائض أن تصلي صلاة الاستخارة، فإنها تتوضأ وتصلي ركعتين من غير الفريضة، ثم تدعو الله تعالى وتطلب منه أن يختار لها الخير في أمرها. ولا يوجد وقت محدد لاستجابة صلاة الاستخارة، فقد يستجاب الدعاء فيها بعد الصلاة مباشرة، وقد يستجاب بعد فترة من الزمن. والأفضل للمرأة الحائض أن تصلي صلاة الاستخارة وتدعو الله تعالى وتتوكل عليه، وتترك الأمر له سبحانه وتعالى حتى يختار لها الخير.

أضف تعليق