مقدمة
السحابةُ غطاءٌ متكوّنٌ من جزيئات صغيرة من بخار الماء أو الجليد أو كليهما، وهي تتشكل في الهواء عندما ترتفع درجة حرارته ويتكاثف البخار الموجود فيه، وتختلف أشكال وأنواع السحب باختلاف عوامل كثيرة أهمها الارتفاع ودرجة الحرارة والرطوبة، وللسحب أهمية كبيرة في حياة الإنسان والبيئة، وتعتبر من الظواهر الجوية الهامة التي تؤثر على مناخ المناطق المختلفة، وذكر الله -تعالى- السحب في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، كما ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- السحب في بعض الأحاديث النبوية.
ما اسم السحابة التي غطت الرسول
اختلف أهل العلم في اسم السحابة التي غطت الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقال بعضهم أنها سحابةٌ بيضاءُ، وقال آخرون أنها كانت سحابةٌ سوداءُ، والأكثر شهرةً أنها كانت سحابةً بيضاءُ، وقد ذكر ذلك الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره لقول الله -تعالى-: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ صُبَّحَتْ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} [عبس: 22-26]، قال ابن كثير: “والقتَرَةُ: السحابُ الأبيضُ، وقيل: الأسودُ، والمراد: أن وجوه الكافرين يوم القيامة تكون سوداء على وجه الأرض، كما قال الله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106]”.
خصائص السحابة التي غطت الرسول
1. كانت السحابة بيضاء اللون.
2. كانت السحابة تغطي الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثناء صلاته.
3. كانت السحابة تحجب الشمس عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثناء صلاته.
دلالات السحابة التي غطت الرسول
1. كانت السحابة رمزًا إلى عناية الله -تعالى- بالرسول -صلى الله عليه وسلم-.
2. كانت السحابة رمزًا إلى حماية الله -تعالى- للرسول -صلى الله عليه وسلم-.
3. كانت السحابة رمزًا إلى تأييد الله -تعالى- للرسول -صلى الله عليه وسلم-.
السحابة ومعجزات الرسول
ورد في كتب السيرة النبوية أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد شهد العديد من المعجزات المرتبطة بالسحب، ومنها:
1. سقوط الأمطار الغزيرة في المدينة المنورة عندما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو الله بذلك.
2. شق القمر إلى نصفين عندما أشار إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإصبعه.
3. حبس الشمس والقمر في يوم بدر عندما دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- الله بذلك.
السحابة والرسول في القرآن الكريم
وقد ذكر الله -تعالى- السحب في كثير من آيات القرآن الكريم، ومنها:
1. قوله -تعالى-: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر: 75].
2. قوله -تعالى-: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَعْلَاهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17].
3. قوله -تعالى-: {وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الشورى: 5].
السحابة والرسول في السنة النبوية
وقد ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تتحدث عن السحب، ومنها:
1. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “السحاب مطية الملائكة، وينزلون منها المطر، ويصعدون فيها بأعمال بني آدم”.
2. عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن الله -تعالى- خلق السحاب، ثم قال له: أمطِر على البلدان العامرة والبراري،