ما صحة دعاء سيدنا الخضر

ما صحة دعاء سيدنا الخضر

ما صحة دعاء سيدنا الخضر

مقدمة

سيدنا الخضر شخصية غامضة ورد ذكرها في القرآن الكريم، وله دعاء مشهور معروف بين المسلمين، ولكن هل هذا الدعاء صحيح أم لا؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

دعاء سيدنا الخضر

الدعاء هو من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدعية المأثورة عن الأنبياء والصالحين، ومن بين هذه الأدعية دعاء سيدنا الخضر، والذي ورد في سورة الكهف، حيث قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا الْخَضِرَ إِذْ قَالَ لِمُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا﴾ [الكهف: 65].

هل دعاء سيدنا الخضر صحيح؟

اختلف أهل العلم في صحة دعاء سيدنا الخضر، فمنهم من قال إنه صحيح، منهم الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، الذي قال في كتابه “فتح الباري”: “هذا دعاء حسن، وقد رواه غير واحد من الصحابة والتابعين، وهو مشهور عند أهل العلم بالدعاء”.

ومنهم من قال إنه غير صحيح، منهم الإمام ابن تيمية، الذي قال في كتابه “مجموع الفتاوى”: “هذا الدعاء لا أصل له في السنة، ولا يعرف عن أحد من الصحابة والتابعين أنه دعا به”.

أدلة القائلين بصحة دعاء سيدنا الخضر

استدل القائلون بصحة دعاء سيدنا الخضر بما يلي:

– رواه الإمام الترمذي في سننه عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أسألك بعلمك، وأسألك بقدرتك، وأسألك برحمتك، وأسألك باسمك الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي”.

– رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أسألك بعلمك، وأسألك بقدرتك، وأسألك برحمتك، وأسألك باسمك الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، أن تغفر لي ذنوبي، وأن ترحمني، وأن تعافيني”.

أدلة القائلين بعدم صحة دعاء سيدنا الخضر

استدل القائلون بعدم صحة دعاء سيدنا الخضر بما يلي:

– لم يرد هذا الدعاء في القرآن الكريم، ولا في السنة النبوية الصحيحة، ولا في كتب السنة المشهورة.

– لم يرو هذا الدعاء عن أحد من الصحابة والتابعين، وهذا يدل على أنه ليس من الأدعية المأثورة عنهم.

– ورد في هذا الدعاء ألفاظ غريبة ومجهولة، مثل “اللهم إني أسألك بعلمك، وأسألك بقدرتك، وأسألك برحمتك، وأسألك باسمك الأعظم”، وهذه الألفاظ لا يعرف معناها الحقيقي، وهذا يدل على أن هذا الدعاء ليس من الأدعية الصحيحة.

الترجيح

الأرجح أن دعاء سيدنا الخضر غير صحيح، وذلك للأدلة التي ذكرها القائلون بعدم صحته، والتي هي أقوى من الأدلة التي ذكرها القائلون بصحة الدعاء.

الخاتمة

لا يجوز الدعاء بدعاء سيدنا الخضر، لأنه غير صحيح، ولا يجوز الدعاء إلا بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، أو بما أثر عن الصحابة والتابعين.

أضف تعليق