ما هو التوحد

ما هو التوحد

التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على الطريقة التي يتفاعل بها الشخص ويتواصل ويتعلم بها مع الآخرين. يحدث التوحد في الطفولة المبكرة ويستمر مدى الحياة. يمكن أن تتراوح أعراض التوحد من خفيفة إلى شديدة، ولكنها غالبًا ما تتضمن صعوبة في التفاعل الاجتماعي والتواصل، فضلاً عن سلوكيات وتصرفات نمطية ومكررة.

أسباب التوحد

لا يوجد سبب واحد معروف للتوحد، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن مجموعة من العوامل، بما في ذلك الجينات والبيئة.

العوامل الجينية: وجدت الدراسات أن بعض الأشخاص المصابين بالتوحد لديهم طفرات في جينات معينة. ومع ذلك، فإن هذه الطفرات ليست موجودة في جميع الأشخاص المصابين بالتوحد، مما يشير إلى أن العوامل الجينية وحدها ليست كافية للتسبب في الاضطراب.

العوامل البيئية: يُعتقد أيضًا أن بعض العوامل البيئية، مثل التعرض للمواد السامة أو الإصابة بعدوى فيروسية أثناء الحمل، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتوحد. ومع ذلك، فإن هذه العوامل ليست كافية للتسبب في الاضطراب بمفردها.

أعراض التوحد

تتباين أعراض التوحد بشكل كبير من شخص لآخر. ومع ذلك، فإن بعض الأعراض الشائعة تشمل:

صعوبات في التفاعل الاجتماعي: قد يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد بصعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية وفهم مشاعر الآخرين. قد لا يكونون قادرين على إجراء اتصال بالعين أو بدء محادثة أو الحفاظ عليها.

صعوبات في التواصل: قد يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد بصعوبة في فهم اللغة المنطوقة والمكتوبة. قد لا يكونون قادرين على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بشكل واضح. قد يستخدمون لغة نمطية أو متكررة.

سلوكيات وتصرفات نمطية ومكررة: قد يظهر الأشخاص المصابون بالتوحد سلوكيات وتصرفات نمطية ومكررة، مثل تكرار الكلمات أو العبارات، أو التأرجح، أو التصفيق باليدين. قد يكون لديهم أيضًا اهتمامات محدودة ومكثفة للغاية.

تشخيص التوحد

يتم تشخيص التوحد عادةً من قبل طبيب أطفال أو طبيب نفساني أو معالج نفسي. لا يوجد اختبار واحد لتشخيص التوحد، ولكن يتم تشخيص الاضطراب عادةً بناءً على تقييم شامل لسلوك الطفل وتاريخه الطبي.

التقييم الشامل: قد يتضمن التقييم الشامل إجراء مقابلة مع الوالدين أو مقدمي الرعاية، ومراقبة سلوك الطفل، وإجراء اختبارات نفسية.

المعايير التشخيصية: لتشخيص التوحد، يجب أن يستوفي الطفل معايير معينة منصوص عليها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).

علاج التوحد

لا يوجد علاج واحد للتوحد، ولكن يمكن أن تساعد مجموعة متنوعة من التدخلات في تحسين أعراض الاضطراب. تشمل التدخلات الشائعة:

العلاج السلوكي: يركز العلاج السلوكي على تعليم المهارات الاجتماعية والسلوكية التي يحتاجها الطفل المصاب بالتوحد للتفاعل مع الآخرين بنجاح.

العلاج اللغوي: يركز العلاج اللغوي على تحسين مهارات اللغة لدى الطفل المصاب بالتوحد. قد يشمل هذا التدريس على فهم اللغة المنطوقة والمكتوبة والتعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح.

العلاج المهني: يركز العلاج المهني على تحسين المهارات الحركية والأنشطة اليومية لدى الطفل المصاب بالتوحد. قد يشمل هذا التدريس على كيفية ارتداء الملابس وتناول الطعام واستخدام الحمام.

تشخيص التوحد المبكر

يمكن تشخيص التوحد في وقت مبكر من عمر 18 شهرًا. التشخيص المبكر مهم لأنه يسمح بالتدخل المبكر، مما يمكن أن يساعد في تحسين النتائج على المدى الطويل.

علامات تحذيرية مبكرة: تشمل العلامات التحذيرية المبكرة للتوحد صعوبات في التواصل الاجتماعي، مثل عدم الاستجابة للاسم أو عدم إجراء اتصال بالعين. قد تشمل أيضًا سلوكيات وتصرفات نمطية ومكررة، مثل تكرار الكلمات أو العبارات أو التأرجح.

أهمية التشخيص المبكر: يمكن أن يساعد التشخيص المبكر في تحسين النتائج على المدى الطويل لدى الأطفال المصابين بالتوحد. يمكن أن يسمح بالتدخل المبكر، مما يمكن أن يساعد في تحسين مهارات الطفل الاجتماعية واللغوية والسلوكية.

خاتمة

التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على الطريقة التي يتفاعل بها الشخص ويتواصل ويتعلم بها مع الآخرين. يحدث التوحد في الطفولة المبكرة ويستمر مدى الحياة. يمكن أن تتراوح أعراض التوحد من خفيفة إلى شديدة، ولكنها غالبًا ما تتضمن صعوبة في التفاعل الاجتماعي والتواصل، فضلاً عن سلوكيات وتصرفات نمطية ومكررة. يمكن تشخيص التوحد في وقت مبكر من عمر 18 شهرًا، ويمكن أن يساعد التشخيص المبكر في تحسين النتائج على المدى الطويل. لا يوجد علاج واحد للتوحد، ولكن يمكن أن تساعد مجموعة متنوعة من التدخلات في تحسين أعراض الاضطراب.

أضف تعليق