يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج على صعيد عرفة، وهو جبل يقع بالقرب من مكة المكرمة. ويعتبر يوم عرفة من أهم أيام الحج، بل هو الركن الأعظم منه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة”.
فضل يوم عرفة
يوم عرفة يوم عظيم وفضل كبير، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تدل على فضله، ومنها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو عز وجل منهم ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوني شعثًا غبرًا قد جاؤوا متقربين إلي”.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صيام يوم عرفة يكفر سنتين: ماضية ومقبلة، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء يوم عرفة ويقول: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.
الدعاء في يوم عرفة
يوم عرفة يوم مستجاب للدعاء، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على الدعاء فيه، ومنها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة”.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، ويقول: انظروا إلى عبادي جاءوا شعثًا غبرًا مضاجعهم الأرض ومرقدهم التراب، قد جاؤوني يرجون رحمتي، فوعزتي وجلالي لأغفرن لهم ذنوبهم كلها”.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في يوم عرفة فيقول: اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي، فتقبل مني وأنت تعلم حاجتي، فأعطني وأنت تعلم ما في نفسي، فاغفر لي وأنت تعلم ذنبي، وتب عليّ وأنت تعلم خطيئتي”.
صيام يوم عرفة
صيام يوم عرفة مستحب لمن لم يكن حاجًا، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على صيامه، ومنها:
عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صيام يوم عرفة يكفر سنتين: ماضية ومقبلة”.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم عرفة”.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوم عرفة غفر له ذنبه يوم القيامة”.
الوقوف بعرفة
الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم من الحج، وهو فرض على كل حاج، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تبين كيفية الوقوف بعرفة، ومنها:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الحج عرفة، فمن جاء ليلة عرفة فقد تم حجه”.
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة على ناقته القصواء، وأخذ بيديه حصبًا فدعا وقال: اللهم! إني أبرأ إليك من شرك المشركين، وكفرهم، وتكذيبهم، وصدودهم عن سبيلك”.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف بعرفة على ناقته القصواء، ويلبي ويرفع يديه إلى السماء، ويدعو حتى غربت الشمس”.
المبيت بمزدلفة
المبيت بمزدلفة هو واجب على كل حاج، وهو سنة مؤكدة لمن لم يكن حاجًا، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تبين كيفية المبيت بمزدلفة، ومنها:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دفعتم من عرفة فأسرعوا السير حتى تأتوا مزدلفة فتصلوا فيها المغرب والعشاء بأذان وإقامتين، ثم تبيتون بها حتى تطلع الشمس”.
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بات بمزدلفة ليلة جمع”.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت بمزدلفة ليلة جمع”.
رمي الجمرات
رمي الجمرات هو رمي الحصى على ثلاث جمار، وهي: الجمرة الصغرى، والجمرة الوسطى، والجمرة الكبرى، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تبين كيفية رمي الجمرات، ومنها:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ارموا الجمرة ولا تغلوا، فإن أول من رماها إبراهيم فهي سنة أبينا إبراهيم عليه السلام”.
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمار يوم النحر، فبدأ بالجمرة الكبرى، فرمى بها سبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم رمى الجمرة الوسطى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم رمى الجمرة الصغرى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة”.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار يوم النحر، فبدأ بالجمرة الكبرى، فرمى بها سبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم رمى الجمرة الوسطى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم رمى الجمرة الصغرى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة”.
الخاتمة
يوم عرفة يوم عظيم وفضل كبير، وهو يوم مغفرة ورحمة من الله عز وجل، ويوم مستجاب للدعاء، ويوم عتق الرقاب من النار، ويوم إكمال الحج، ويوم الوقوف على صعيد عرفة، ويوم المبيت بمزدلفة، ويوم رمي الجمرات.