مقدمة
يمثل المشي أحد أهم مراحل النمو الحركي لدى الطفل، إذ يُعد بمثابة نقلة كبيرة في حياته تتيح له الاستكشاف والتفاعل مع محيطه بشكل أوسع، كما أنه يُساهم في تعزيز ثقته بنفسه ومهاراته الحركية والإدراكية. وتختلف أعمار الأطفال في بداية المشي، حيث يبدأ بعضهم في المشي مبكرًا في حين يتأخر آخرون. لكن في المتوسط، يبدأ معظم الأطفال في المشي بين سن 9 و15 شهرًا. ولذلك، سوف نستعرض في هذا المقال المتى يمشي الطفل، وما هي العوامل التي تؤثر على ذلك، وما هي أهم النصائح لمساعدة الطفل على المشي.
العوامل المؤثرة على موعد مشي الطفل
توجد العديد من العوامل التي تؤثر على موعد مشي الطفل، ومن أهمها:
العوامل الجينية: تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في تحديد موعد مشي الطفل، فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما قد مشى مبكرًا، فمن المرجح أن يمشي الطفل مبكرًا أيضًا.
العوامل البيئية: قد تؤثر البيئة التي ينشأ فيها الطفل على موعد مشيه، فعلى سبيل المثال، قد يمشي الأطفال الذين يتم تشجيعهم على الوقوف والتحرك مبكرًا بشكل أسرع من الأطفال الذين لا يتم تشجيعهم على ذلك.
العوامل الصحية: قد تؤثر بعض المشاكل الصحية على موعد مشي الطفل، فعلى سبيل المثال، قد يتأخر الأطفال الذين يعانون من مشاكل في العضلات أو المفاصل أو الجهاز العصبي في المشي.
علامات تدل على استعداد الطفل للمشي
هناك بعض العلامات التي تدل على أن الطفل مستعد للمشي، ومن أهمها:
الوقوف بثبات: يستطيع الطفل الوقوف بثبات دون مساعدة لمدة ثوانٍ أو دقائق.
الخطوات الجانبية: يبدأ الطفل في اتخاذ خطوات جانبية أو خطوات للأمام أو للخلف مع الاستناد إلى الأثاث أو الجدران.
الانحناء والوقوف: يستطيع الطفل الانحناء والوقوف من وضعية الجلوس دون مساعدة.
الرغبة في الاستكشاف: يظهر الطفل رغبة قوية في استكشاف محيطه ويحاول الوصول إلى الأشياء البعيدة عن متناوله.
أهم النصائح لمساعدة الطفل على المشي
هناك العديد من النصائح التي يمكن للوالدين اتباعها لمساعدة الطفل على المشي، ومن أهمها:
تشجيع الطفل على الحركة: يجب تشجيع الطفل على الحركة مبكرًا، ويمكن ذلك من خلال وضعه على بطنه على الأرض أو على وسادة لينة، أو من خلال وضعه في جهاز المشي الخاص بالأطفال.
توفير بيئة آمنة: يجب توفير بيئة آمنة للطفل حتى يتمكن من التحرك بحرية دون خوف من السقوط أو الإصابة، ويمكن ذلك عن طريق إزالة الأثاث الحاد أو الزوايا الحادة في المنزل، ووضع سجادة مضادة للانزلاق على الأرض.
تقديم الدعم للطفل: يجب تقديم الدعم للطفل أثناء محاولاته للمشي، ويمكن ذلك عن طريق مسكه من يديه أو ذراعيه، أو من خلال وضعه في عربة مشي خاصة بالأطفال.
عدم إجبار الطفل على المشي: يجب عدم إجبار الطفل على المشي إذا لم يكن مستعدًا لذلك، وذلك لأن ذلك قد يؤدي إلى إحباطه ورفضه للمشي.
الصبر: يجب التحلي بالصبر والتشجيع أثناء مساعدة الطفل على المشي، وذلك لأن المشي قد يستغرق بعض الوقت حتى يتقنه الطفل.
المشاكل التي قد تواجه الطفل أثناء تعلم المشي
قد يواجه الطفل بعض المشاكل أثناء تعلم المشي، ومن أهمها:
السقوط: قد يسقط الطفل عدة مرات أثناء تعلم المشي، وذلك أمر طبيعي ويجب عدم القلق بشأنه.
العرج: قد يعاني الطفل من العرج أثناء المشي، وذلك قد يكون بسبب مشكلة في القدم أو الكاحل أو الورك.
مشاكل التوازن: قد يعاني الطفل من مشاكل في التوازن أثناء المشي، وذلك قد يكون بسبب مشكلة في الجهاز العصبي أو العضلات.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب استشارة الطبيب إذا كان الطفل يعاني من أي من المشاكل التالية:
عدم القدرة على الوقوف بثبات دون مساعدة بعد سن 15 شهرًا.
عدم القدرة على اتخاذ خطوات مستقلة دون مساعدة بعد سن 18 شهرًا.
المعاناة من العرج المستمر أو مشاكل التوازن.
الشكوى من ألم في القدم أو الكاحل أو الورك.
الخاتمة
يمثل المشي أحد أهم مراحل النمو الحركي لدى الطفل، إذ يُعد بمثابة نقلة كبيرة في حياته تتيح له الاستكشاف والتفاعل مع محيطه بشكل أوسع، كما أنه يُساهم في تعزيز ثقته بنفسه ومهاراته الحركية والإدراكية. وتختلف أعمار الأطفال في بداية المشي، حيث يبدأ بعضهم في المشي مبكرًا في حين يتأخر آخرون. لكن في المتوسط، يبدأ معظم الأطفال في المشي بين سن 9 و15 شهرًا. وتوجد العديد من العوامل التي تؤثر على موعد مشي الطفل، ومن أهمها العوامل الجينية والبيئية والصحية. وهناك بعض العلامات التي تدل على أن الطفل مستعد للمشي، ومن أهمها الوقوف بثبات والخطوات الجانبية والانحناء والوقوف ورغبة الطفل في الاستكشاف. وهناك العديد من النصائح التي يمكن للوالدين اتباعها لمساعدة الطفل على المشي، ومن أهمها تشجيع الطفل على الحركة وتوفير بيئة آمنة وتقديم الدعم للطفل وعدم إجباره على المشي والصبر. وقد يواجه الطفل بعض المشاكل أثناء تعلم المشي، ومن أهمها السقوط والعرج ومشاكل التوازن. ويجب استشارة الطبيب إذا كان الطفل يعاني من أي من هذه المشاكل.