مجزرة زنجبار الشهيرة عام 1964

مجزرة زنجبار الشهيرة عام 1964

مجزرة زنجبار الشهيرة عام 1964

مقدمة

مجزرة زنجبار عام 1964 هي واحدة من أكثر الأحداث دموية في التاريخ الأفريقي، حيث قُتل ما يصل إلى 20000 شخص، معظمهم من العرب والآسيويين، على يد الغوغاء الأفارقة السود. وقعت المجزرة في الفترة ما بين 12 يناير و1 فبراير 1964، بعد وقت قصير من استقلال زنجبار عن المملكة المتحدة.

أسباب المجزرة

هناك عدد من الأسباب التي أدت إلى مجزرة زنجبار، منها:

التوترات العرقية: كانت زنجبار ذات مجتمع متعدد الأعراق، حيث كان الأفارقة السود يمثلون غالبية السكان، بينما كان العرب والآسيويون أقلية صغيرة. وقد أدى هذا إلى توترات عرقية بين المجموعات الثلاث.

الاستعمار البريطاني: حكمت المملكة المتحدة زنجبار منذ عام 1890 حتى عام 1963. وقد فضل البريطانيون العرب والآسيويين على الأفارقة السود، مما أدى إلى استياء وخيبة أمل واسعة النطاق بين الأفارقة السود.

الحركة القومية الأفريقية: في أوائل ستينيات القرن العشرين، بدأت الحركة القومية الأفريقية في الظهور في زنجبار. وقد دعا قادة هذه الحركة إلى طرد العرب والآسيويين من البلاد، وإلى إقامة دولة أفريقية سوداء خالصة.

الأحداث التي أدت إلى المجزرة

في ديسمبر 1963، أجرت زنجبار انتخابات عامة، فاز فيها حزب الأغلبية الأفريقية (ZAPU) بقيادة عبيد كرومي. وقد شكل كرومي حكومة ائتلافية مع الحزب الوطني الأفريقي الشيرازي (ZANU) بقيادة محمد حامد، وهو سياسي عربي.

ومع ذلك، سرعان ما بدأت التوترات بين كرومي وحامد في الظهور. وفي 12 يناير 1964، أطاح كرومي بحامد واستولى على السلطة. وقد أدى هذا إلى اندلاع أعمال شغب واسعة النطاق في زنجبار، والتي استهدفت العرب والآسيويين.

المجزرة

انتشرت أعمال الشغب بسرعة وسرعان ما تحولت إلى مجزرة. وقُتل الآلاف من العرب والآسيويين على يد الغوغاء الأفارقة السود. كما تم تدمير العديد من المنازل والمتاجر المملوكة للعرب والآسيويين.

استمرت المجزرة لمدة أسبوعين تقريبًا، قبل أن تتمكن القوات البريطانية من وقفها. وقد فر الآلاف من العرب والآسيويين من زنجبار إلى كينيا وتنزانيا ودول أخرى.

آثار المجزرة

كانت مجزرة زنجبار عام 1964 كارثة إنسانية. أدت المجزرة إلى مقتل الآلاف من الأشخاص وإجبار عشرات الآلاف من العرب والآسيويين على الفرار من زنجبار. كما أدت إلى زيادة التوترات العرقية في زنجبار وشرق أفريقيا بشكل عام.

الدروس المستفادة من المجزرة

يجب أن تكون مجزرة زنجبار عام 1964 بمثابة تذكير للعالم بأن التوترات العرقية والإثنية يمكن أن تؤدي إلى كارثة. كما يجب أن تكون بمثابة تذكير بأن القادة السياسيين يتحملون مسؤولية منع العنف والعمل على بناء مجتمعات متسامحة ومتعددة الثقافات.

الخاتمة

مجزرة زنجبار عام 1964 هي أحداث مأساوية يجب ألا ننساها أبدًا. ويجب أن نستمر في العمل من أجل منع مثل هذه الفظائع من الحدوث مرة أخرى.

أضف تعليق