مقدمة:
ابن عباس، الصحابي الجليل وعالم التفسير والقضاء، الذي امتاز بحكمته وفطنته وذكائه منذ صغره، حتى أصبح من كبار فقهاء المسلمين في عصره، وقيل عنه إنه كان “بحر العلم”، وكان يلقب بـ”حبر الأمة” و”ترجمان القرآن”.
حياته ونشأته:
ولد عبد الله بن عباس بن عبد المطلب في مكة المكرمة عام 3 قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونشأ في بيت علم وحكمة، فوالده عباس بن عبد المطلب كان من حكماء قريش، وأمه أم الفضل بنت الحارث بن عبد المطلب كانت من النساء الفاضلات.
إسلامه:
أسلم ابن عباس مع أبيه وعمه الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان عمره آنذاك 13 عامًا، وكان من السابقين إلى الإسلام، وشارك في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان كاتبًا للوحي، وكان يستمع إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ويحفظها.
علمه ومعرفته:
كان ابن عباس من أكثر الصحابة علمًا ومعرفة، وكان يُلقب بـ “بحر العلم”، وكان واسع الاطلاع في علوم القرآن والسنة والتاريخ والأنساب والأشعار، وكان يجيد اللغات العربية والعبرية والسريانية، وكان من كبار فقهاء المسلمين في عصره، وكان يُستفتى في المسائل الشرعية من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
تفسيره للقرآن الكريم:
كان ابن عباس مفسرًا بارعًا للقرآن الكريم، وكان يُعرف بتفسيره المعروف بـ “تفسير ابن عباس”، وكان يعتمد في تفسيره على أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين، وكان يجمع بين التفسير اللغوي والتفسير الموضوعي.
قضاؤه:
كان ابن عباس قاضيًا عادلاً ومشهورًا، وكان يُعرف بقضائه الحكيم والمنصف، وكان يُستشار في المسائل القضائية من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وكان من كبار قضاة المسلمين في عصره.
وفاته:
توفي ابن عباس في مدينة الطائف في عام 68 هـ، عن عمر يناهز 71 عامًا، ودُفن في البقيع في المدينة المنورة، وقد ترك خلفه تراثًا علميًا كبيرًا، وكان من أكثر الصحابة رواية للأحاديث النبوية.
الخاتمة:
كان ابن عباس من أعظم الصحابة علمًا ومعرفة، وكان مفسرًا بارعًا للقرآن الكريم، وقاضيًا عادلاً ومشهورًا، وكان من كبار فقهاء المسلمين في عصره، وقد ترك خلفه تراثًا علميًا كبيرًا، وكان من أكثر الصحابة رواية للأحاديث النبوية.