معلومات عن العصر العباسي

معلومات عن العصر العباسي

المقدمة:

العصر العباسي هو العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، الذي دام من عام 750 إلى 1258 م، وشهد العديد من الإنجازات العلمية والثقافية والفنية، حيث برع العلماء المسلمون في مجالات الطب والفلك والرياضيات والهندسة، ومن أشهرهم ابن سينا والبيروني وابن الهيثم، كما ازدهرت الفنون الإسلامية في العصر العباسي، ومن أبرز الأمثلة عليها فن العمارة الإسلامية، الذي تميز بتصاميمه المعقدة وزخارفه الرائعة، وكذلك فن الخط العربي.

أولاً: الخلفاء العباسيين:

1. أبو العباس السفاح: أول خليفة عباسي، تولى الحكم عام 750 م، وأسس الدولة العباسية، وكان حاكماً قويًا وحازمًا، واستطاع توحيد معظم أراضي الخلافة الإسلامية تحت حكمه.

2. أبو جعفر المنصور: ثاني الخلفاء العباسيين، تولى الحكم عام 754 م، ونقل عاصمة الخلافة من دمشق إلى بغداد، التي أصبحت مركزًا للحضارة والثقافة الإسلامية، وشهد عهده العديد من الإصلاحات الإدارية والمالية والعسكرية.

3. هارون الرشيد: خامس الخلفاء العباسيين، تولى الحكم عام 786 م، وكان أشهر خلفاء بني العباس، وتميز عهده بالازدهار الاقتصادي والثقافي والعلمي، واشتهر بحبه للعلماء والشعراء والموسيقيين.

ثانيًا: سياسة العباسيين الإدارية:

1. نظام الولايات: قسم العباسيون الدولة الإسلامية إلى ولايات، وعينوا عليها ولاة مسؤولين عن إدارة شؤونها، وكان الولاة يتمتعون بسلطات واسعة، بما في ذلك جمع الضرائب وإدارة القضاء وتجنيد الجيوش.

2. نظام الدواوين: أنشأ العباسيون نظامًا إداريًا مركزيًا، يتكون من عدة دواوين، لكل منها وظيفة محددة، مثل ديوان الخراج وديوان الجند وديوان البريد، وكان هذا النظام فعالاً في إدارة شؤون الدولة الواسعة.

3. نظام القضاء: أنشأ العباسيون نظامًا قضائيًا مستقلاً، يتكون من قضاة يتمتعون بالنزاهة والعدالة، وكان القضاة مسؤولين عن الفصل في القضايا الشرعية والمدنية والجنائية.

ثالثًا: سياسة العباسيين الاقتصادية:

1. الزراعة: كانت الزراعة المصدر الرئيسي للاقتصاد العباسي، وشجع الخلفاء العباسيون على زيادة الإنتاج الزراعي من خلال حفر الترع وبناء السدود وتوفير البذور والأدوات للمزارعين.

2. التجارة: ازدهرت التجارة في العصر العباسي، حيث كانت بغداد مركزًا تجاريًا مهمًا، واشتهر التجار المسلمون بتجارة البضائع المختلفة، مثل التوابل والحرير والذهب والفضة.

3. الصناعة: تطورت الصناعة في العصر العباسي، حيث اشتهر المسلمون بصناعة السيوف والدروع والأواني المعدنية والزجاج والمنسوجات.

رابعًا: سياسة العباسيين العسكرية:

1. الجيش: كان الجيش العباسي قويًا ومنظمًا، وكان يتكون من وحدات مختلفة، منها المشاة والفرسان والرماة، وكان الخلفاء العباسيون يهتمون بتدريب الجيش وتسليحه بأفضل الأسلحة.

2. الفتوحات: واصل العباسيون الفتوحات الإسلامية، وتمكنوا من ضم أجزاء كبيرة من شمال إفريقيا وبلاد الشام ووسط آسيا، ووصلوا إلى حدود الصين.

3. الدفاع عن الدولة: واجه العباسيون العديد من التهديدات الخارجية، مثل البيزنطيين والصليبيين والمغول، وتمكنوا من صد هذه التهديدات والحفاظ على وحدة الدولة الإسلامية.

خامسًا: سياسة العباسيين الثقافية:

1. العلوم: ازدهرت العلوم في العصر العباسي، وشهد هذا العصر ظهور العديد من العلماء المسلمين البارزين، الذين حققوا إنجازات كبيرة في مجالات الطب والفلك والرياضيات والهندسة.

2. الفلسفة: ازدهرت الفلسفة في العصر العباسي، وتأثر الفلاسفة المسلمون بالفلسفة اليونانية القديمة، وقدموا مساهمات كبيرة في مجالات المنطق والأخلاق والميتافيزيقيا.

3. الأدب: ازدهر الأدب في العصر العباسي، وظهرت العديد من أنواع الأدب المختلفة، مثل الشعر والنثر والمسرح، وشهد هذا العصر ظهور العديد من الشعراء والكتاب المشهورين، مثل المتنبي وأبو نواس وابن الرومي.

سادسًا: سياسة العباسيين الفنية:

1. العمارة: برع العباسيون في فن العمارة، وتتميز المباني العباسية بتصاميمها المعقدة وزخارفه الرائعة، ومن أشهر الأمثلة على العمارة العباسية الجامع الكبير في سامراء ومسجد ابن طولون في القاهرة.

2. الخط العربي: ازدهر الخط العربي في العصر العباسي، وأصبح فنًا مستقلًا، واشتهر الخطاطون المسلمون ببراعتهم في كتابة الخطوط المختلفة، مثل الخط الكوفي والخط النسخي والخط الثلث.

3. الموسيقى: ازدهرت الموسيقى في العصر العباسي، وشهد هذا العصر ظهور العديد من الموسيقيين المشهورين، مثل إبراهيم الموصلي وابن سريج، وكان الخلفاء العباسيون يهتمون بالموسيقى ويشجعون الموسيقيين.

سابعًا: نهاية العصر العباسي:

1. ضعف الخلافة: بدأ العصر العباسي في الضعف في القرن العاشر الميلادي، وذلك بسبب الصراعات الداخلية بين أفراد الأسرة العباسية، وكذلك بسبب ظهور دول جديدة في العالم الإسلامي، مثل الفاطميين في مصر والأمويين في الأندلس.

2. الغزو المغولي: في عام 1258 م، غزا المغول بغداد ودمرها، وقتلوا الخليفة العباسي المستعصم بالله، وانتهت بذلك الدولة العباسية، وكانت هذه نهاية العصر العباسي الذهبي.

3. إحياء الخلافة العباسية: في عام 1261 م، أعيد إحياء الخلافة العباسية في القاهرة على يد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، واستمرت الخلافة العباسية في القاهرة حتى عام 1517 م، عندما فتح العثمانيون مصر وأنهوا الخلافة العباسية نهائيًا.

الخاتمة:

كان العصر العباسي عصرًا ذهبيًا للحضارة الإسلامية، وشهد العديد من الإنجازات العلمية والثقافية والفنية، وكان العباسيون من أهم الدول التي أسهمت في نشر الإسلام واللغة العربية في العالم، وتركوا تراثًا حضاريًا غنيًا لا يزال قائمًا حتى اليوم.

أضف تعليق