مقدمة
السيد موسى، عليه السلام، هو أحد الأنبياء العظام الذين ذُكروا في القرآن الكريم والتوراة والإنجيل. وقد أرسله الله إلى فرعون وقومه ليدعوهم إلى توحيد الله وترك عبادة الأصنام. وقد اصطفى الله سيدنا موسى، عليه السلام، ليكلموه تكليما، وجعله من أولي العزم من الرسل، فكان صاحب شريعة ومنهج، وآيات ومعجزات كثيرة.
النشأة والطفولة
ولد سيدنا موسى، عليه السلام، في مصر في زمن فرعون الذي كان يدعي الألوهية، وكان يقتل أبناء بني إسرائيل الذكور ويستحيي إناثهم. وقد وضعته أمه في تابوت وألقت به في النيل، فالتقطه آل فرعون وربّوه في قصره دون أن يعلموا أنه من بني إسرائيل. وعندما كبر سيدنا موسى، عليه السلام، علم بحقيقة نسبه، فغادر قصر فرعون وذهب إلى مدين، حيث عمل عند رجل صالح يُسمى شعيب، عليه السلام.
البشارة بالنبوة
في مدين، تلقى سيدنا موسى، عليه السلام، البشارة بالنبوة وهو في الأربعين من عمره، وذلك عندما رأى نارًا في جبل طور سيناء، فتوجه إليها فناداه الله عز وجل منها وكلمه تكليما. وأمره الله أن يذهب إلى فرعون وقومه ويدعوهم إلى توحيد الله والإيمان به. كما أمره أن يأخذ معه أخاه هارون، عليه السلام، ليكون عونًا له في دعوته.
مواجهة فرعون
ذهب سيدنا موسى، عليه السلام، وأخوه هارون، عليه السلام، إلى فرعون ودعواه إلى توحيد الله والإيمان به، إلا أن فرعون رفض دعوتهما وتكبر عليهما. فأرسل الله على فرعون وقومه تسع آيات، منها: العصا التي تحولت إلى ثعبان، واليد البيضاء التي أصبحت نورًا ساطعًا، والضفادع التي ملأت أرض مصر، والدم الذي حوّل ماء النيل إلى دم، والبعوض والقمل والذباب والجراد والظلمات.
الخروج من مصر
بعد أن عجز فرعون عن مواجهة آيات الله عز وجل، سمح لبني إسرائيل بالخروج من مصر. فانطلق سيدنا موسى، عليه السلام، ومعه بنو إسرائيل من مصر متجهين إلى أرض كنعان، أرض الميعاد. وفي طريقهم، انشق البحر الأحمر أمامهم بقدرة الله عز وجل، فعبر بنو إسرائيل البحر سالمين، بينما غرق فرعون وجنوده.
تلقي الوصايا العشر
بعد أن عبر بنو إسرائيل البحر الأحمر، توجهوا إلى جبل سيناء، حيث تلقى سيدنا موسى، عليه السلام، الوصايا العشر من الله عز وجل. وكانت الوصايا العشر بمثابة دستور بني إسرائيل، الذي يتضمن تعاليم وقواعد أساسية للحياة الاجتماعية والدينية والأخلاقية.
الوفاة
توفي سيدنا موسى، عليه السلام، في جبل نبو وهو في عمر مائة وعشرين عامًا، ولم يدخل أرض كنعان مع بني إسرائيل. وقد دفنه الله عز وجل في مكان لا يعرفه أحد حتى لا يتخذه بنو إسرائيل مزارًا يعبدونه من دون الله.
الخاتمة
كان سيدنا موسى، عليه السلام، من أولي العزم من الرسل، وقد أرسله الله عز وجل ليدعو فرعون وقومه إلى توحيد الله والإيمان به. وقد واجه سيدنا موسى، عليه السلام، فرعون وقومه بدعوته، وأيده الله عز وجل بالعديد من الآيات والمعجزات. وقد نجح سيدنا موسى، عليه السلام، في إخراج بني إسرائيل من مصر، وتلقي الوصايا العشر من الله عز وجل.