نشأة علم الفقه

نشأة علم الفقه

مقدمة:

علم الفقه هو علم شرعي يُعنى بالتعرف على الأحكام الشرعية في المسائل العملية التي تقع في حياة المكلفين. وقد ظهر هذا العلم بعد نزول القرآن الكريم وظهور السنة النبوية، حيث كان الصحابة والتابعون يفتون الناس في المسائل المستجدة بالرجوع إلى الكتاب والسنة، ثم ظهرت كتب الفقه التي جمعت الأحكام الشرعية في أبواب مختلفة، مثل كتب ابن شهاب الزهري ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل وأبي حنيفة.

نشأة علم الفقه:

1. العصر النبوي:

– كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من وضع أسس علم الفقه، حيث كان يفتي الصحابة في المسائل الشرعية، وكانوا يأخذون أقواله ويتبعونها.

– كان الصحابة والتابعون يعتمدون على القرآن الكريم والسنة النبوية في استنباط الأحكام الشرعية، حيث كانوا يستنبطون الأحكام من آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

– كان الصحابة والتابعون يفتون الناس بالرأي والاجتهاد، حيث كانوا يستخدمون عقولهم واجتهادهم لاستنباط الأحكام الشرعية من الأدلة الشرعية.

2. العصر الراشدي:

– استمر الصحابة في الإفتاء والتدريس في المساجد والمدارس، وتولى الخلفاء الراشدون مسؤولية رعاية الشريعة الإسلامية وحل النزاعات بين الناس.

– ظهرت كتب الفقه الأولى في العصر الراشدي، مثل “الموطأ” للإمام مالك بن أنس، و”المسند” للإمام أحمد بن حنبل.

– انتشر علم الفقه في جميع أنحاء الدولة الإسلامية، وأصبح من العلوم الأساسية التي يدرسها المسلمون.

3. العصر الأموي:

– استمر العلماء في تدريس الفقه والإفتاء في المساجد والمدارس، وتولى خلفاء بني أمية مسؤولية رعاية الشريعة الإسلامية وحل النزاعات بين الناس.

– ظهرت المذاهب الفقهية الأربعة في العصر الأموي، وهي: المذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي.

– انتشر علم الفقه في جميع أنحاء الدولة الإسلامية، وأصبح من العلوم الأساسية التي يدرسها المسلمون.

4. العصر العباسي:

– استمر العلماء في تدريس الفقه والإفتاء في المساجد والمدارس، وتولى خلفاء بني العباس مسؤولية رعاية الشريعة الإسلامية وحل النزاعات بين الناس.

– ظهرت كتب الفقه الكبرى في العصر العباسي، مثل “الجامع الكبير” للإمام محمد بن الحسن الشيباني، و”المغني” للإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل.

– انتشر علم الفقه في جميع أنحاء الدولة الإسلامية، وأصبح من العلوم الأساسية التي يدرسها المسلمون.

5. العصر الفاطمي:

– تولى الخلفاء الفاطميون مسؤولية رعاية الشريعة الإسلامية وحل النزاعات بين الناس، وأسسوا ديوان المظالم للنظر في الشكاوى والمظالم.

– ظهرت كتب الفقه الشيعية في العصر الفاطمي، مثل “نهج البلاغة” للإمام علي بن أبي طالب، و”الكافي” للإمام الكليني.

– انتشر علم الفقه الشيعي في جميع أنحاء الدولة الفاطمية، وأصبح من العلوم الأساسية التي يدرسها المسلمون الشيعة.

6. العصر الأيوبي:

– تولى الخلفاء الأيوبيون مسؤولية رعاية الشريعة الإسلامية وحل النزاعات بين الناس، وأسسوا المدارس والجامعات لنشر العلم والمعرفة.

– ظهرت كتب الفقه السنية في العصر الأيوبي، مثل “البحر الرائق” للإمام زكريا الأنصاري، و”مغني المحتاج” للإمام محمد الشربيني.

– انتشر علم الفقه السني في جميع أنحاء الدولة الأيوبية، وأصبح من العلوم الأساسية التي يدرسها المسلمون السنة.

7. العصر المملوكي:

– تولى الخلفاء المماليك مسؤولية رعاية الشريعة الإسلامية وحل النزاعات بين الناس، وأسسوا المدارس والجامعات لنشر العلم والمعرفة.

– ظهرت كتب الفقه الشافعي في العصر المملوكي، مثل “روض الطالبين” للإمام النووي، و”منهاج الطالبين” للإمام زكريا الأنصاري.

– انتشر علم الفقه الشافعي في جميع أنحاء الدولة المملوكية، وأصبح من العلوم الأساسية التي يدرسها المسلمون الشافعية.

خاتمة:

علم الفقه هو علم شرعي يُعنى بالتعرف على الأحكام الشرعية في المسائل العملية التي تقع في حياة المكلفين. وقد ظهر هذا العلم بعد نزول القرآن الكريم وظهور السنة النبوية، حيث كان الصحابة والتابعون يفتون الناس في المسائل المستجدة بالرجوع إلى الكتاب والسنة، ثم ظهرت كتب الفقه التي جمعت الأحكام الشرعية في أبواب مختلفة. وقد مر علم الفقه بالعديد من المراحل منذ نشأته حتى يومنا هذا، حيث ظهرت المذاهب الفقهية المختلفة وتطورت كتب الفقه وتوسعت دائرة المسائل الفقهية التي تناولها الفقهاء.

أضف تعليق