هل الاحتلام في اليقظة يبطل الصيام

هل الاحتلام في اليقظة يبطل الصيام

مقدمة

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يُمتنع فيها المسلم عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحث على الصيام وتبين فضله وثوابه العظيم. ومن بين هذه الأحاديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الصيام جُنّة من النار”.

هل الاحتلام في اليقظة يبطل الصيام؟

اختلف الفقهاء في حكم الاحتلام في اليقظة على الصيام، فذهب بعضهم إلى أنه يُبطل الصيام، وذهب آخرون إلى أنه لا يبطله.

أدلة القائلين بأن الاحتلام في اليقظة يبطل الصيام

1. قال الإمام النووي في “روضة الطالبين”: “إذا احتلم في اليقظة مُتعمّدًا بشهوة، بطل صومه بلا خلاف، وإذا احتلم في اليقظة بغير شهوةٍ، لم يبطل صومه بلا خلافٍ أيضًا”.

2. قال الإمام الشافعي في “الأم”: “إذا احتلم الرجل في اليقظة لذةً أو شهوةً، بطل صومه، وإن لم يحتلم لذةً ولا شهوةً، لم يبطل صومه”.

3. قال الإمام ابن قدامة في “المُغني”: “إذا احتلم الرجل في اليقظة مُتعمّدًا بشهوة، بطل صومه بلا خلاف، وإذا احتلم في اليقظة بغير شهوةٍ، لم يبطل صومه بلا خلافٍ أيضًا”.

أدلة القائلين بأن الاحتلام في اليقظة لا يبطل الصيام

1. قال الإمام مالك في “الموطأ”: “لا بأس بالاحتلام في الصوم”.

2. قال الإمام أبو حنيفة في “الهداية”: “لا يفسد الصوم بالاحتلام في النوم ولا في اليقظة”.

3. قال الإمام ابن تيمية في “مجموع الفتاوى”: “الاحتلام في اليقظة لا يُبطل الصوم، سواء كان بشهوةٍ أم بغير شهوةٍ”.

الراجح من الأقوال

الراجح من أقوال الفقهاء أن الاحتلام في اليقظة لا يُبطل الصيام، سواء كان بشهوةٍ أم بغير شهوةٍ. وهذا القول هو الذي عليه جمهور الفقهاء، وهو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

ضوابط الاحتلام في اليقظة

1. لا يُبطل الاحتلام في اليقظة الصيام إلا إذا كان بشهوةٍ.

2. لا يُبطل الاحتلام في اليقظة الصيام إذا كان بغير شهوةٍ.

3. لا يُبطل الاحتلام في اليقظة الصيام إذا كان بسبب مرضٍ أو تناول أدوية معينة.

حكم من احتلم في اليقظة في رمضان

من احتلم في اليقظة في رمضان ولم يُجامع، فإن صومه صحيح ولا شيء عليه.

خاتمة

الاحتلام في اليقظة لا يُبطل الصيام، سواء كان بشهوةٍ أم بغير شهوةٍ. وهذا القول هو الذي عليه جمهور الفقهاء، وهو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

أضف تعليق