هل الغفوة تنقض الوضوء

هل الغفوة تنقض الوضوء

هل الغفوة تنقض الوضوء

مقدمة:

الوضوء هو أحد اركان الصلاة الخمسة, وهو تطهير الجسد والثياب من النجاسات قبل أداء الصلاة. وعند حدوث شيء ينقض الوضوء, يجب على المسلم أن يتوضأ من جديد قبل أداء الصلاة. وثمة مواقف عديدة من شأنها أن تنقض الوضوء، منها إخراج الريح أو البول أو البراز، أو النوم العميق، أو لمس الفرج. وتُعد الغفوة من المواقف التي يناقش الفقهاء حول ما إذا كانت تنقض الوضوء أم لا. وفي هذا المقال، سنتناول حكم الغفوة ونقض الوضوء.

أنواع الغفوة:

يقسم الفقهاء الغفوة إلى نوعين:

الغفوة اليسيرة: هي الغفوة الخفيفة التي لا يستغرق فيها الإنسان نوماً عميقاً، ولا يحس فيها بانتقاله من حال اليقظة إلى حال النوم.

الغفوة الكبيرة: هي الغفوة الثقيلة التي يستغرق فيها الإنسان في النوم العميق ويفقد فيها الوعي أو ينتقل من حالة اليقظة إلى حالة النوم.

حكم الغفوة اليسيرة:

اتفق الفقهاء على أن الغفوة اليسيرة لا تنقض الوضوء، وهذا لأنها لا تخرج الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة النوم، ولا يحس فيها الإنسان بفقد الوعي.

أدلة عدم نقض الغفوة اليسيرة للوضوء:

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يستيقظ». وهذا الحديث يدل على أن النوم الخفيف الذي لا يخرج الإنسان من حالة اليقظة لا ينقض الوضوء.

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم ينعس في الصلاة وهو قائم، ثم يكمل صلاته». وهذا الحديث يدل على أن الغفوة اليسيرة التي لا تخرج الإنسان من حالة اليقظة لا تنقض الوضوء.

حكم الغفوة الكبيرة:

اختلف الفقهاء في حكم الغفوة الكبيرة، فذهب بعضهم إلى أنها تنقض الوضوء، وذهب آخرون إلى أنها لا تنقض الوضوء.

أدلة من قال بنقض الغفوة الكبيرة للوضوء:

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا نام أحدكم وهو متوضئ فليتوضأ». وهذا الحديث يدل على أن النوم العميق الذي يخرج الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة النوم ينقض الوضوء.

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «إذا غلبه النوم فنام وهو متوضئ أعاد الوضوء». وهذا الحديث يدل على أن النوم العميق الذي يخرج الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة النوم ينقض الوضوء.

أدلة من قال بعدم نقض الغفوة الكبيرة للوضوء:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام وهو متوضئ ثم يستيقظ فيتوضأ». وهذا الحديث يدل على أن النوم العميق الذي يخرج الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة النوم لا ينقض الوضوء.

عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام وهو متوضئ ثم يستيقظ فيتوضأ». وهذا الحديث يدل على أن النوم العميق الذي يخرج الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة النوم لا ينقض الوضوء.

الراجح في المسألة:

الراجح في المسألة هو أن الغفوة الكبيرة تنقض الوضوء، وذلك لأنها تخرج الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة النوم، ويحصل فيها فقدان الوعي.

الخلاصة:

الغفوة اليسيرة لا تنقض الوضوء، أما الغفوة الكبيرة فهي تنقض الوضوء. والراجح في المسألة هو أن الغفوة الكبيرة تنقض الوضوء، وذلك لأنها تخرج الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة النوم، ويحصل فيها فقدان الوعي.

أضف تعليق