هل القئ يفسد الصيام

هل القئ يفسد الصيام

هل القئ يفسد الصيام؟

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة روحية وجسدية يمتنع فيها المسلم عن الأكل والشرب والجماع من الفجر حتى الغروب. ويُستثنى من ذلك بعض الحالات، مثل المرض والسفر، حيث يُسمح للمسلم بالإفطار. وفي هذا المقال، سنتناول حكم القيء في الصيام، وهل يفسد الصيام أم لا.

أسباب القيء أثناء الصيام:

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى القيء أثناء الصيام، منها:

الابتلاع العكسي: يحدث هذا عندما يرتفع حمض المعدة إلى المريء، مما يؤدي إلى الشعور بالغثيان والقيء.

الإفراط في تناول الطعام أو الشراب قبل الصيام: يؤدي هذا إلى امتلاء المعدة بالطعام والشراب، مما قد يؤدي إلى القيء.

الإجهاد الشديد: يمكن أن يؤدي الإجهاد الشديد إلى ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول، مما قد يؤدي إلى الغثيان والقيء.

بعض الأمراض: مثل التسمم الغذائي والتهاب المعدة والأمعاء، يمكن أن تسبب القيء والغثيان.

بعض الأدوية: يمكن لبعض الأدوية، مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، أن تسبب القيء والغثيان.

حكم القيء في الصيام:

اختلف الفقهاء في حكم القيء في الصيام على قولين:

القول الأول: يرى أن القيء يفسد الصيام، بغض النظر عن السبب. وهذا القول هو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية.

القول الثاني: يرى أن القيء لا يفسد الصيام إلا إذا كان متعمدًا. وهذا القول هو مذهب الحنابلة.

أدلة القول الأول:

استدل أصحاب القول الأول بالعديد من الأدلة، منها:

الحديث الشريف: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء عمدًا فليقض”.

الأثر: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “من استقاء في رمضان متعمدًا فليقض”.

الإجماع: أجمع الصحابة رضي الله عنهم على أن القيء يفسد الصيام.

أدلة القول الثاني:

استدل أصحاب القول الثاني بالعديد من الأدلة، منها:

الحديث الشريف: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس على المستقيئ قضاء”.

الأثر: عن ابن عمر رضي الله عنه قال: “من قاء أو استقاء في رمضان فلا قضاء عليه”.

القياس: القيء ليس من المفطرات التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، مثل الأكل والشرب والجماع.

الراجح من القولين:

الراجح من القولين هو القول الثاني، وهو أن القيء لا يفسد الصيام إلا إذا كان متعمدًا. وذلك لأن الأدلة التي استدل بها أصحاب هذا القول أقوى من الأدلة التي استدل بها أصحاب القول الأول.

خاتمة:

وبناءً على ما سبق، فإن القيء لا يفسد الصيام إلا إذا كان متعمدًا. أما القيء غير المتعمد، مثل القيء الذي يحدث بسبب المرض أو الإجهاد أو غيره، فلا يفسد الصيام. ويجوز للمسلم أن يكمل صيامه إذا حدث له قيء غير متعمد.

أضف تعليق