المداعبة:
هي مصطلح يستخدم لوصف مجموعة واسعة من السلوكيات الجنسية التي تحدث بين الأشخاص. ويمكن أن تتراوح هذه السلوكيات من مجرد اللمس والتقبيل إلى المداعبة والاستمناء. وقد تكون المداعبة جزءًا من العلاقة الجنسية أو قد تكون نشاطًا منعزلاً.
هل المداعبة توجب الغسل؟
اختلف الفقهاء في حكم الغسل بعد المداعبة، فذهب بعضهم إلى وجوب الغسل وذهب آخرون إلى عدم وجوبه.
الأدلة على وجوب الغسل بعد المداعبة:
1. قال الله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: 6]. والجنابة هي ملاقاة الفرج بفرج بشهوة، والمداعبة هي من مقدمات الجماع وقد تؤدي إليه، لذا فهي توجب الغسل.
2. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا جلس أحدكم بين فخذي امرأته وجب عليه الغسل” [رواه أبو داود والنسائي]. وهذا الحديث يدل على أن مجرد الجلوس بين فخذي المرأة يوجب الغسل، فمن باب أولى أن توجبه المداعبة.
3. عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس بين فخذي امرأة وجب عليه الغسل” [رواه البخاري ومسلم]. وهذا الحديث يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى أن المداعبة توجب الغسل.
الأدلة على عدم وجوب الغسل بعد المداعبة:
1. قال الله تعالى: {لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]. وهذه الآية تدل على أن الله تعالى لا يؤاخذ الإنسان على ما فعله من نسيان أو خطأ. والمداعبة قد تكون من قبيل النسيان أو الخطأ، لذا فلا توجب الغسل.
2. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يفيق” [رواه أحمد والنسائي]. وهذا الحديث يدل على أن المجنون لا يؤاخذ بما يفعله، والمداعبة قد تكون من قبيل الجنون أو العته، لذا فلا توجب الغسل.
3. عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم” [رواه البخاري ومسلم]. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل زوجته وهو صائم، والدليل على ذلك أن الصائم لا يجوز له أن يجامع زوجته، فلو كانت المداعبة توجب الغسل لما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم.
الخلاصة:
اختلف الفقهاء في حكم الغسل بعد المداعبة، فذهب بعضهم إلى وجوب الغسل وذهب آخرون إلى عدم وجوبه. والأدلة على وجوب الغسل هي أقوى من الأدلة على عدم وجوبه، لذا فإن الرأي الراجح هو وجوب الغسل بعد المداعبة.