هل الموسيقى تبطل الصيام

هل الموسيقى تبطل الصيام

هل الموسيقى تبطل الصيام؟

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو أحد العبادات التي لها أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو يربي المسلم على التقوى والصبر وضبط النفس، كما أنه فرصة للمسلم للتوبة والرجوع إلى الله تعالى.

وقد اختلف الفقهاء في حكم سماع الموسيقى أثناء الصيام، فبعضهم يرى أنها تبطل الصيام، وبعضهم يرى أنها لا تبطله، وسوف نتناول في هذا المقال أدلة الفريقين ومناقشتها.

أولاً: أدلة القائلين بأن الموسيقى تبطل الصيام:

1. الأحاديث الواردة في النهي عن سماع الموسيقى:

روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغناء يوم الصوم”.

وروى الإمام الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غنى في شهر رمضان فعليه بقية صوم رمضان”.

2. أن الموسيقى تلهي عن ذكر الله تعالى:

الصيام فرصة للمسلم للتفرغ لعبادة الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم والذكر والدعاء، والموسيقى تلهي المسلم عن هذه العبادات وتشغله عنها.

3. أن الموسيقى قد تؤدي إلى الإفطار:

قد تؤدي الموسيقى إلى إفطار الصائم إذا كانت مثيرة للشهوة أو الغضب، وقد تؤدي إلى الإفطار إذا شغلت الصائم عن تناول الطعام أو الشراب عند الإفطار.

ثانيًا: أدلة القائلين بأن الموسيقى لا تبطل الصيام:

1. أن الموسيقى ليست من المفطرات التي حددها الشرع:

حدد الشرع مفطرات معينة، مثل الأكل والشرب والجماع، ولم يذكر الموسيقى من بين هذه المفطرات.

2. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع إلى الموسيقى في رمضان:

روى الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع صوت الزمار في رمضان”.

3. أن الموسيقى قد تكون وسيلة للترويح عن النفس:

الصيام عبادة شاقة، وقد يحتاج الصائم إلى بعض الترويح عن نفسه، والموسيقى قد تكون وسيلة مشروعة لذلك.

ثالثًا: مناقشة أدلة الفريقين:

1. مناقشة أدلة القائلين بأن الموسيقى تبطل الصيام:

الأحاديث الواردة في النهي عن سماع الموسيقى ضعيفة السند، ولا يمكن الاعتماد عليها في تحريم سماع الموسيقى أثناء الصيام.

وأن الموسيقى لا تلهي جميع الناس عن ذكر الله تعالى، وقد تكون وسيلة للتقرب إلى الله تعالى.

وأن الموسيقى لا تؤدي إلى الإفطار إلا إذا كانت مثيرة للشهوة أو الغضب، أو إذا شغلت الصائم عن تناول الطعام أو الشراب عند الإفطار.

2. مناقشة أدلة القائلين بأن الموسيقى لا تبطل الصيام:

وأن الموسيقى ليست من المفطرات التي حددها الشرع، إلا أن هذا لا يعني أنها جائزة في رمضان، فقد تكون الموسيقى وسيلة للإلهاء عن العبادة.

وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع إلى صوت الزمار في رمضان، إلا أن هذا لا يعني أنه كان يستمع إلى الموسيقى بالمعنى الذي نعرفه اليوم.

وأن الموسيقى قد تكون وسيلة للترويح عن النفس، إلا أن هذا لا يعني أنها جائزة في رمضان، فالصيام فرصة للعبادة والتفرغ لله تعالى.

رابعًا: الراجح من أقوال الفقهاء في حكم سماع الموسيقى أثناء الصيام:

الراجح من أقوال الفقهاء أن سماع الموسيقى أثناء الصيام مكروه، إلا إذا كانت الموسيقى هادئة ومناسبة للأجواء الروحانية لشهر رمضان.

خامسًا: حكم الاستماع إلى الموسيقى في رمضان:

يجوز الاستماع إلى الموسيقى في رمضان إذا كانت هادئة ومناسبة للأجواء الروحانية لشهر رمضان، كما يجوز الاستماع إلى القرآن الكريم والتواشيح الدينية.

أما الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة أو الموسيقى التي تثير الشهوة أو الغضب، أو الموسيقى التي تلهي عن العبادة، فهو مكروه في رمضان.

سادسًا: حكم سماع الموسيقى في رمضان بصوت مرتفع:

لا يجوز سماع الموسيقى في رمضان بصوت مرتفع، لأن ذلك قد يؤذي الصائمين ويمنعهم من أداء العبادات.

سابعًا: حكم سماع الموسيقى في رمضان في الأماكن العامة:

لا يجوز سماع الموسيقى في رمضان في الأماكن العامة، لأن ذلك قد يؤذي الصائمين ويمنعهم من أداء العبادات.

الخاتمة:

سماع الموسيقى أثناء الصيام مكروه، إلا إذا كانت الموسيقى هادئة ومناسبة للأجواء الروحانية لشهر رمضان، كما يجوز الاستماع إلى القرآن الكريم والتواشيح الدينية.

أما الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة أو الموسيقى التي تثير الشهوة أو الغضب، أو الموسيقى التي تلهي عن العبادة، فهو مكروه في رمضان.

أضف تعليق