هل تجوز المداعبة في رمضان؟
المقدمة:
شهر رمضان هو شهر العبادة والطاعة، والصيام والتقوى، والابتعاد عن كل ما يغضب الله تعالى، وقد شرع الله تعالى فيه الكثير من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ومنها الصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم، ومع ذلك فقد اختلف العلماء في جواز المداعبة في رمضان، فمنهم من أجازها ومنهم من كرهها، وفي هذا المقال سوف نستعرض أقوال العلماء في هذه المسألة، وندلل على رأي كل فريق بالأدلة الشرعية.
أقسام المداعبة:
المداعبة المباحة: وهي المداعبة الخالية من أي شبهة محرمة، كمداعبة الزوج لزوجته، أو مداعبة الأب لأبنائه، أو مداعبة الأخ لأخته، أو ما شابه ذلك، فهذا النوع من المداعبة جائز ولا حرج فيه.
المداعبة المكروهة: وهي المداعبة التي تتضمن شيئًا من شبهة التحريم، كمداعبة الأجنبية، أو مداعبة المحارم إذا كانت تؤدي إلى الفتنة والريبة، فهذا النوع من المداعبة مكروه ولا ينبغي فعله.
المداعبة المحرمة: وهي المداعبة التي تتضمن شيئًا من المحرمات، كالقبلة واللمس بشهوة، فهذا النوع من المداعبة محرم ولا يجوز فعله.
حكم المداعبة في رمضان:
المداعبة المباحة: يجوز للمسلم أن يمارس المداعبة المباحة في رمضان، بشرط ألا تؤدي إلى الإخلال بالصيام، أو تفوته على العبد فضل العبادة والطاعة في هذا الشهر المبارك.
المداعبة المكروهة: يكره للمسلم أن يمارس المداعبة المكروهة في رمضان، وذلك لأنها قد تؤدي إلى الفتنة والريبة، وقد تؤدي أيضًا إلى الإخلال بالصيام، أو تفوت على العبد فضل العبادة والطاعة في هذا الشهر المبارك.
المداعبة المحرمة: يحرم على المسلم أن يمارس المداعبة المحرمة في رمضان، وذلك لأنها من المحرمات التي لا يجوز فعلها في أي وقت من الأوقات، وليس في رمضان فقط، وقد يؤدي فعلها إلى بطلان الصيام.
أدلة جواز المداعبة في رمضان:
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم”.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح مع أصحابه وهو صائم”.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: “لا بأس أن يقبل الرجل امرأته وهو صائم”.
أدلة كراهة المداعبة في رمضان:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: “أكره القبلة للصائم”.
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: “لا أحب أن أقبل وأنا صائم”.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: “أكره القبلة للصائم، وإن كنت لا أرى بها بأسًا”.
خاتمة:
وفي الختام، فإن المداعبة في رمضان جائزة إذا كانت مباحة، ومكروهة إذا كانت مكروهة، ومحرمة إذا كانت محرمة، وقد دللنا على كل حكم بالأدلة الشرعية، والله تعالى أعلم.