مقدمة
العشر من ذي الحجة هي أيام مباركة لها فضل عظيم عند الله تعالى، وقد ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تحث على اغتنام هذه الأيام بالطاعات والعبادات، ومن بينها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر»، ففي هذه الأيام يضاعف الله الحسنات ويتقبل التوبة ويغفر الذنوب. وفي هذا المقال سنتحدث عن مضاعفة السيئات في العشر من ذي الحجة، استنادًا إلى بعض النصوص الواردة في السنة النبوية الشريفة.
1. مضاعفة السيئات في العشر من ذي الحجة
لقد ورد في السنة النبوية بعض الأحاديث التي تدل على أن السيئات في العشر من ذي الحجة تضاعف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيها من التهليل والتكبير والتحميد»، وهذا الحديث يدل على أن السيئات في هذه الأيام تضاعف، وإلا لما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من العمل السيئ فيها.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العشر من ذي الحجة أيام معلومات، فمن عمل فيها حسنة فله عشر حسنات، ومن عمل فيها سيئة فله سيئة واحدة».
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام يوم عرفة كتب الله له صيام ستين شهرًا، ومن حج البيت فله بكل خطوة عشر حسنات، ومن وقف بعرفات حتى تغرب الشمس كتب الله له براءة من النار».
2. أسباب مضاعفة السيئات في العشر من ذي الحجة
هناك عدة أسباب لمضاعفة السيئات في العشر من ذي الحجة، منها:
أن هذه الأيام أيام عظيمة وفضلها كبير عند الله تعالى، فمن عمل فيها سيئة كان إثمها أكبر من إثمها في غيرها من الأيام.
أن هذه الأيام أيام مناجاة وذكر لله تعالى، فمن شغل نفسه فيها بالمعاصي والذنوب فقد قطع صلته بالله تعالى وأعرض عن فضله ورحمته.
أن هذه الأيام أيام مغفرة ورحمة، فمن عمل فيها سيئة كان كمن يستهزئ برحمة الله تعالى وتجاوزه عن الذنوب.
3. كيفية تجنب مضاعفة السيئات في العشر من ذي الحجة
هناك عدة أمور يمكن للمسلم أن يفعلها لتجنب مضاعفة السيئات في العشر من ذي الحجة، منها:
أن يتقي الله تعالى في جميع أقواله وأفعاله، وأن يبتعد عن كل ما نهى الله عنه.
أن يكثر من التهليل والتكبير والتحميد والذكر والاستغفار.
أن يصوم هذه الأيام، ويصلي فيها الصلوات المفروضة والنافلة.
أن يقرأ القرآن الكريم ويتدبر معانيه.
أن يتصدق على الفقراء والمساكين.
4. فضل الأعمال الصالحة في العشر من ذي الحجة
لقد ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تحث على اغتنام العشر من ذي الحجة بالطاعات والعبادات، ومن بينها:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حج البيت فله بكل خطوة عشر حسنات».
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام يوم عرفة كتب الله له صيام ستين شهرًا».
5. أهمية التوبة في العشر من ذي الحجة
العشر من ذي الحجة هي فرصة عظيمة للتوبة والإنابة إلى الله تعالى، ففي هذه الأيام يقبل الله تعالى التوبة ويمحو الذنوب ويغفر الخطايا، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تاب في هذه الأيام العشر كان كمن تاب يوم فطر من رمضان».
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مات في هذه الأيام العشر غفر الله له ذنوبه».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أكثر من الاستغفار في هذه الأيام العشر غفر الله له ذنوبه».
6. دعاء العشر من ذي الحجة
ورد في السنة النبوية عدة أدعية مأثورة يمكن للمسلم أن يدعو بها في العشر من ذي الحجة، منها:
اللهم تقبل منا حجنا وجهادنا وعمرتنا وسعينا، وتجاوز عنا سيئاتنا، واغفر لنا ذنوبنا، وارحمنا واهدنا وأنت خير الهادين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا، اللهم اقبل توبتنا وانصرنا على عدونا وأعنا على من بغى علينا، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واقض عنا ديوننا وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك.
7. خاتمة
العشر من ذي الحجة أيام مباركة لها فضل عظيم عند الله تعالى، وقد ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تحث على اغتنام هذه الأيام بالطاعات والعبادات، ومن بينها مضاعفة الحسنات ومغفرة الذنوب وتقبل التوبة. ويجب على المسلم أن يتقي الله تعالى في هذه الأيام وأن يكثر من الطاعات والعبادات وأن يتجنب المعاصي والذنوب وأن يتوب إلى الله تعالى من كل ذنب اقترفه.