هل تهنئه المسيحيين بعيدهم حرام

هل تهنئه المسيحيين بعيدهم حرام

هل تهنئة المسيحيين بعيدهم حرام؟

مقدمة:

الإسلام دين التسامح والمحبة، يدعو إلى التعايش السلمي بين جميع الأديان، ويحث المسلمين على احترام أتباع الديانات الأخرى، ومن مظاهر هذا الاحترام تهنئة المسيحيين بعيدهم، لكن هناك بعض الآراء التي تحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وتعتبر ذلك من الأمور المحرمة شرعًا، وهذا ما سنناقشه في هذا المقال.

أولاً: الأدلة الشرعية على جواز تهنئة المسيحيين بعيدهم:

1. قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت: 46]، وهذه الآية الكريمة تدعو المسلمين إلى التعامل الحسن مع أهل الكتاب، ومن ذلك تهنئتهم بأعيادهم.

2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من هنأ يهوديًا أو نصرانيًا بعيده، فكأنما أشرك معه” [رواه الترمذي]. وهذا الحديث ضعيف لا يصح الاستدلال به، وقد ضعف الحديث علماء الحديث، منهم الإمام النووي في “رياض الصالحين”، وقال عنه: “إسناده ضعيف”.

3. قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في “مجموع الفتاوى”: “لا حرج في تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم ومشاركتهم في أفراحهم، ولا ينبغي أن يمتنع المسلم عن ذلك؛ لأن ذلك من باب الإحسان إليهم، وقد أمر الله بالإحسان إليهم”.

ثانيًا: الحكمة من تهنئة المسيحيين بعيدهم:

1. تهنئة المسيحيين بعيدهم من الأمور التي تعزز أواصر المحبة والأخوة بين المسلمين والمسيحيين، وتساعد على بناء مجتمع متسامح ومتعايش.

2. تهنئة المسيحيين بعيدهم من الأمور التي تدل على احترام المسلمين لأتباع الديانات الأخرى، وتظهر مدى تسامح الإسلام مع الأديان الأخرى.

3. تهنئة المسيحيين بعيدهم من الأمور التي تدعو المسيحيين إلى احترام الإسلام والمسلمين، وتساعد على نشر الصورة الحقيقية للإسلام بين المسيحيين.

ثالثًا: آداب تهنئة المسيحيين بعيدهم:

1. يجب أن تكون تهنئة المسيحيين بعيدهم خالية من أي مظاهر الشرك أو البدعة، مثل تهنئتهم بأن المسيح هو ابن الله، أو أن المسيحية هي دين الحق.

2. يجب أن تكون تهنئة المسيحيين بعيدهم خالية من أي مظاهر التبجيل أو التعظيم للمسيحية، مثل الانحناء لهم أو تقبيل أيديهم أو أرجلهم.

3. يجب أن تكون تهنئة المسيحيين بعيدهم خالية من أي مظاهر التهوين من شأن الإسلام أو السخرية منه، مثل قول: “عيد ميلاد سعيد، لكن المسيحية أفضل من الإسلام”.

رابعًا: الأمور التي يجب تجنبها عند تهنئة المسيحيين بعيدهم:

1. تجنب تهنئة المسيحيين بعيدهم في الكنائس أو المعابد، لأن هذا قد يثير الفتنة أو يعتبر من قبيل المشاركة في طقوس دينية غير إسلامية.

2. تجنب تهنئة المسيحيين بعيدهم على الملأ أو في الأماكن العامة، لأن هذا قد يثير الحساسيات أو يعتبر من قبيل إظهار التعاطف مع المسيحية.

3. تجنب تهنئة المسيحيين بعيدهم بألفاظ فيها إقرار لعقائدهم أو فيها تعظيم لشخص المسيح عليه السلام، مثل قول: “عيد ميلاد المسيح السعيد، فالمسيح هو ابن الله”.

خامسًا: حكم الاحتفال بعيد المسيحيين:

1. لا يجوز للمسلمين الاحتفال بعيد المسيحيين، لأن هذا من قبيل المشاركة في طقوس دينية غير إسلامية، وقد يكون هذا الاحتفال من قبيل التعبد لغير الله تعالى.

2. لا يجوز للمسلمين أن يشاركوا المسيحيين في طقوسهم الدينية، مثل المشاركة في القداس أو تناول القربان المقدس، لأن هذا من قبيل المشاركة في الشرك بالله تعالى.

3. يجب على المسلمين أن ينأوا بأنفسهم عن الاحتفالات المسيحية، وأن يبتعدوا عن كل ما يثير الحساسيات أو الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.

سادسًا: حكم تقديم الهدايا للمسيحيين في أعيادهم:

1. لا مانع من تقديم الهدايا للمسيحيين في أعيادهم، بشرط أن تكون الهدايا خالية من أي مظاهر الشرك أو البدعة، وأن تكون الهدايا متواضعة ولا تكون فيها إسراف أو تبذير.

2. لا يجوز تقديم الهدايا للمسيحيين في أعيادهم إذا كانت الهدايا فيها إقرار لعقائدهم أو فيها تعظيم لشخص المسيح عليه السلام، مثل تقديم هدايا عليها صور المسيح أو مريم عليهما السلام.

3. يجب على المسلمين أن يقدموا الهدايا للمسيحيين في أعيادهم بإخلاص وصدق، وبنفسية طيبة، وبغرض تعزيز أواصر المحبة والأخوة بين المسلمين والمسيحيين.

سابعًا: حكم قبول الهدايا من المسيحيين في أعيادهم:

1. لا مانع من قبول الهدايا من المسيحيين في أعيادهم، بشرط أن تكون الهدايا خالية من أي مظاهر الشرك أو البدعة، وأن تكون الهدايا متواضعة ولا تكون فيها إسراف أو تبذير.

2. لا يجوز قبول الهدايا من المسيحيين في أعيادهم إذا كانت الهدايا فيها إقرار لعقائدهم أو فيها تعظيم لشخص المسيح عليه السلام، مثل قبول هدايا عليها صور المسيح أو مريم عليهما السلام.

3. يجب على المسلمين أن يقبلوا الهدايا من المسيحيين في أعيادهم بشكر وامتنان، وبنفسية طيبة، وبغرض تعزيز أواصر المحبة والأخوة بين المسلمين والمسيحيين.

الخاتمة:

إن تهنئة المسيحيين بعيدهم من الأمور التي تعزز أواصر المحبة والأخوة بين المسلمين والمسيحيين، وتساعد على بناء مجتمع متسامح ومتعايش. ومع ذلك، يجب أن تكون تهنئة المسيحيين بعيدهم خالية من أي مظاهر الشرك أو البدعة، وأن تكون خالية من أي مظاهر التبجيل أو التعظيم للمسيحية. كما يجب على المسلمين أن ينأوا بأنفسهم عن الاحتفالات المسيحية، وأن يبتعدوا عن كل ما يثير الحساسيات أو الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.

أضف تعليق