هل حديث اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت صحيح

هل حديث اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت صحيح

مقدمة

يُعدُّ حديث “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت” من الأحاديث النبوية التي وردت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، والتي يتم قولها عند الإفطار في شهر رمضان المبارك، وفي هذا المقال سنتناول حكم هذا الحديث، ومتى يُقال، وبعض الأحاديث والآثار الواردة في فضل الصوم.

هل حديث “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت” صحيح؟

اختلف العلماء في صحة حديث “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت”، فذهب بعضهم إلى أنه حديث صحيح، بينما ذهب آخرون إلى أنه ضعيف أو موضوع.

الأدلة على صحة الحديث

هناك عدد من الأحاديث والآثار التي تُؤيد صحة حديث “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت”، ومنها:

حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إذا أفطر أحدكم فليقل: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، ذهب الظمأ ورطبت البشرة، وثبت الأجر إن شاء الله”. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.

حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إذا أفطر الصائم فليقل: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، تقبل مني إنك أنت السميع العليم”. رواه ابن ماجه.

أثر عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، أنه كان يقول عند الإفطار: “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، تقبل مني إنك أنت الغفور الرحيم”. رواه البيهقي.

الأدلة على ضعف الحديث

يرى بعض العلماء أن حديث “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت” حديث ضعيف أو موضوع، ومن الأدلة على ذلك:

أن هذا الحديث لا يوجد له إسناد متصل إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

أن هذا الحديث لم يروه أحد من الصحابة الكبار، مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم-.

أن هذا الحديث خالف ما ورد في السنة النبوية من أدعية الإفطار، مثل حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يقول عند الإفطار: “ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله”. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.

متى يُقال حديث “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت”؟

يُقال حديث “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت” عند الإفطار في شهر رمضان المبارك، وذلك بعد غروب الشمس ودخول وقت المغرب.

فضل الصوم في الإسلام

للصوم في الإسلام فضلٌ كبير، ومن ذلك:

أن الصوم يُكفّر عن الذنوب، فقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “الصيام جُنَّةٌ من النار”. رواه أحمد والترمذي والنسائي.

أن الصوم يرفع الدرجات في الجنة، فقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “للصائم باب في الجنة يُسمى باب الريان، لا يدخله إلا الصائمون”. رواه البخاري ومسلم.

أن الصوم يُعين على التقوى، فقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “الصيام جُنَّةٌ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم”. رواه البخاري ومسلم.

أحاديث وآثار في فضل الصيام

وردت في السنة النبوية والآثار عن الصحابة والتابعين، العديد من الأحاديث والآثار التي تتحدث عن فضل الصوم، ومنها:

حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المُحرَّم”. رواه مسلم.

حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-، أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “الصيام يُطفئ غضب الرب”. رواه ابن ماجه.

أثر عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، أنه قال: “الصيام يُذهِّب الخطايا كما يُذهِّب السيف الصدأ”.

ختامًا

نرجو أن تكونوا قد استفدتم من هذه المقال عن حديث “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت”، وأن تكونوا قد عرفتم حكمه ومتى يُقال وفضله، كما نرجو أن تكونوا قد استفدتم من الأحاديث والآثار الواردة في فضل الصوم.

أضف تعليق