هل عدم الاغتسال من الاحتلام يبطل الصيا

هل عدم الاغتسال من الاحتلام يبطل الصيا

هل عدم الاغتسال من الاحتلام يبطل الصيام؟

مقدمة

يُعدّ الاحتلام بمثابة إفرازٍ منويٍّ لا إراديٍّ يحدث أثناء النوم، وقد يكون ناتجًا عن أحلامٍ جنسيةٍ أو قد يحدث دون سببٍ واضح. ووفقًا للشريعة الإسلامية، يُعتبر الاحتلام بمثابة ناقضٍ للوضوء، مما يعني أنّه يُبطل الوضوء ويستوجب الوضوء من جديد. أمّا بالنسبة للصيام، فقد اختلف العلماء في حكم عدم الاغتسال من الاحتلام على الصيام. فمنهم من قال أنّ عدم الاغتسال من الاحتلام يُبطل الصيام، ومنهم من قال أنّه لا يُبطل الصيام.

الأدلة التي تُبطل الصيام

هناك عددٌ من الأدلّة التي يُستشهد بها العلماء لإثبات أنّ عدم الاغتسال من الاحتلام يُبطل الصيام، ومنها:

حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل جنبًا اغتسل ثم صام”.

حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا احتلم وهو صائم اغتسل ثم أتمَّ صومه”.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصبح جنبًا فلا صيام له”.

الأدلّة التي لا تُبطل الصيام

هناك أيضًا عددٌ من الأدلّة التي يُستشهد بها العلماء لإثبات أنّ عدم الاغتسال من الاحتلام لا يُبطل الصيام، ومنها:

حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصبح جنبًا من الليل في رمضان، فلا يفطر”.

حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح جنبًا من الليل لم يغتسل حتى يصبح، ثم يصوم”.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من احتلم وهو صائم فليتم صومه، ولا قضاء عليه”.

الراجح في المسألة

الراجح عند جمهور العلماء أنّ عدم الاغتسال من الاحتلام لا يُبطل الصيام. وذلك لأنّ الاحتلام أمرٌ لا إراديّ، ولا يُمكن التحكّم به. وقد ورد في حديث عائشة رضي الله عنها سابقًا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصبح جنبًا من الليل في رمضان، فلا يفطر. وهذا يدلّ على أنّ الاحتلام لا يُبطل الصيام.

ضوابط عدم الإبطال

ومع ذلك، فقد اشترط العلماء بعض الضوابط لعدم إبطال الصيام في حالة عدم الاغتسال من الاحتلام، ومنها:

ألا يكون الاحتلام متعمّدًا.

ألا يُصاحب الاحتلام إيلاجٌ في الفرج.

ألا يُفجر الصائم شهوته أثناء الاحتلام.

حكم من فاتته صلاة الفجر

إذا فات المسلم صلاة الفجر بسبب الاحتلام ولم يتمكّن من الاغتسال قبل طلوع الشمس، فإنّه يُقضي هذه الصلاة بعد طلوع الشمس. وذلك لأنّ صلاة الفجر هي صلاةٌ واجبةٌ، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا لعذرٍ شرعيٍّ.

الخلاصة

نستنتج مما سبق أنّ الاحتلام لا يُبطل الصيام، ولكن يشترط لذلك ألا يكون الاحتلام متعمّدًا، ولا يُصاحبه إيلاجٌ في الفرج، ولا يُفجر الصائم شهوته أثناء الاحتلام. وإذا فات المسلم صلاة الفجر بسبب الاحتلام ولم يتمكّن من الاغتسال قبل طلوع الشمس، فإنّه يُقضي هذه الصلاة بعد طلوع الشمس.

أضف تعليق