هل كنت تنتظرني

هل كنت تنتظرني

مقدمة

هل كنت تنتظرني؟ سؤال خاطئ يُطرح على حبيب يختفي فجأة ثم يعود وكأن شيئًا لم يحدث. هل تبحث حقًا عن إجابة؟ أم أنك تريد فقط تأكيد شكوكك؟ لعل انتظارك قد طال لدرجة اليأس، فلم يعد لديك أدنى فضول لمعرفة السبب وراء ابتعاده عنك.

لماذا رحلت؟

يقول البعض أن الأشخاص الذين يختفون فجأة إنما يفعلون ذلك هربًا من مواجهة مشاعر معينة أو خوفًا من الالتزام أو لتحفيز شريك حياتهم على بذل جهد أكبر في العلاقة. ربما. لكن من قال إن هذه التصرفات مبررة؟ وكيف يرضى طرف على الإطلاق بتقديم العروض للحصول على حبيب فقد احترامه لنفسه وله قبل كل شيء؟

إذا كان غيابك حرمني من الأمان فكيف أستقبلك؟

بأي ثقة يمكنني النظر في عينيك بعدما تركتني أواجه وحش الخوف وحدي؟ كيف يمكنني أن أنام مطمئنًا وأنت من قد ينسحب في أي لحظة؟ أي حب هذا الذي يخيفني ويدمر أعصابي؟ أي حياة تلك التي أصبحت لعبة في يديك وأنانيته؟

بين التبرير واللوم

لا أريد أن أكون ظالمًا، فربما كانت ظروفك صعبة، وربما كنت تعاني من مشاكل عائلية أو مهنية أو صحية، وربما كنت ببساطة بحاجة إلى مساحة. لكن هل تظن حقًا أن اختفاءك كان الحل؟ هل تعتقد أني سأنسى بسهولة ما فعلته بي؟ هل تتوقع أن أرحب بعودتك وكأنك لم تفعل شيئًا؟

هل كنت تنتظرني؟

لم أحبك يومًا بقدر ما أحبك الآن، لكن هذا لا يعني أنني سأغفر لك بسهولة. لقد فقدت ثقتي بك، وأنا بحاجة إلى شيء أكثر من مجرد اعتذار. أحتاج إلى أن تثبت لي أنك ستبقى إلى جانبي حتى في أصعب الظروف. أحتاج إلى أن تُعيد إليّ الأمان الذي سلبته مني.

هل تظن أنك تستطيع إصلاح ما أفسدته؟

لقد فقدت الكثير من الوقت بسببك، وتأثرت حياتي سلبًا نتيجة اختفائك المفاجئ. هل تظن أنك تستطيع تعويضي عن كل هذا؟ هل تظن أن بمقدورك أن تمحو من ذاكرتي ما فعلته بي؟ هل تظن أنني سأنسى بسهولة تلك الليالي التي قضيتها وحيدًا، أُفكر فيك وأتساءل عما حدث؟

لا يمكنني العودة إلى الوراء

لا يمكنني العودة إلى الوراء وتغيير ما حدث. لكن يمكنني اختيار مستقبلي. يمكنني أن أقرر ما إذا كنت أريد البقاء معك أم لا. يمكنني أن أقرر ما إذا كنت أريد أن أغفر لك أم لا. يمكنني أن أقرر ما إذا كنت أريد أن أمنحك فرصة ثانية أم لا.

هل سأغفر لك؟

لا أعرف ما الذي سيحدث في المستقبل. ربما سأغفر لك يومًا ما. وربما لن أفعل. ربما سنبقى معًا. وربما سنفترق. لا أعرف. ما أعرفه هو أنني بحاجة إلى الوقت للتفكير فيما حدث.

هل سأمنحك فرصة ثانية؟

لا أعرف ما إذا كنت سأمنحك فرصة ثانية أم لا. ربما سأفعل. وربما لن أفعل. ربما نستطيع إعادة بناء علاقتنا. وربما لا نستطيع. لا أعرف. ما أعرفه هو أنني بحاجة إلى الوقت للتفكير فيما حدث.

هل سنتغلب على هذا سوية؟

لا أعرف ما إذا كنا سنتغلب على هذا سوية أم لا. ربما سنفعل. وربما لن نفعل. ربما نستطيع تجاوز ما حدث. وربما لا نستطيع. لا أعرف. ما أعرفه هو أنني بحاجة إلى الوقت للتفكير فيما حدث.

خاتمة

هل كنت تنتظرني؟ هذا السؤال الذي ما زلت أبحث عن إجابة له. ربما لن أجده أبدًا، لكني سأظل أحاول، لأنني أحتاج إلى معرفة الحقيقة، حتى أتمكن من المضي قدمًا في حياتي.

أضف تعليق