مقدمة
ماء الرئة أو الوذمة الرئوية هو تجمع للسوائل في الحويصلات الهوائية في الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس. يمكن أن يكون ماء الرئة حادًا أو مزمنًا. ماء الرئة الحاد هو حالة طبية طارئة يمكن أن تكون مهددة للحياة إذا لم يتم علاجها بسرعة. ماء الرئة المزمن هو حالة طويلة الأمد تتطور تدريجيًا ويمكن أن تتفاقم بمرور الوقت.
أسباب ماء الرئة
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ماء الرئة، ومنها:
قصور القلب الاحتقاني: هو السبب الأكثر شيوعًا لماء الرئة. يحدث قصور القلب الاحتقاني عندما لا يستطيع القلب ضخ الدم بشكل فعال، مما يؤدي إلى احتقان السوائل في الرئتين.
التهاب الرئة: هو عدوى في الرئتين يمكن أن تسبب تجمع السوائل في الحويصلات الهوائية.
متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS): هي حالة خطيرة يمكن أن تحدث بعد إصابة أو صدمة أو عدوى شديدة. تؤدي متلازمة الضائقة التنفسية الحادة إلى تسرب السوائل من الأوعية الدموية إلى الحويصلات الهوائية.
الفشل الكلوي: يمكن أن يؤدي الفشل الكلوي إلى تراكم السوائل في الجسم، بما في ذلك الرئتين.
تليف الكبد: يمكن أن يؤدي تليف الكبد إلى ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية التي تغذي الكبد، مما يؤدي إلى تسرب السوائل إلى الحويصلات الهوائية.
بعض الأدوية: يمكن أن تتسبب بعض الأدوية، مثل بعض أدوية ضغط الدم والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، في احتباس السوائل في الجسم، مما قد يؤدي إلى ماء الرئة.
ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي: هو ارتفاع ضغط الدم في الشرايين التي تغذي الرئتين. يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي إلى تسرب السوائل من الأوعية الدموية إلى الحويصلات الهوائية.
أعراض ماء الرئة
تختلف أعراض ماء الرئة حسب شدة الحالة. في الحالات الخفيفة، قد لا تظهر أي أعراض على الإطلاق. في الحالات الأكثر شدة، قد تظهر الأعراض التالية:
ضيق في التنفس، خاصة عند الاستلقاء
سعال، قد يكون مصحوبًا بالبلغم الوردي أو الرغوي
صعوبة في التنفس أثناء النوم
تعرق ليلي
تورم في الكاحلين والقدمين
زيادة الوزن المفاجئة
فقدان الشهية
الشعور بالتعب والإرهاق
ارتباك ذهني
تشخيص ماء الرئة
يتم تشخيص ماء الرئة من خلال الفحص البدني والاستماع إلى الرئتين باستخدام السماعة الطبية. قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء بعض الفحوصات الإضافية، مثل:
الأشعة السينية على الصدر
التصوير المقطعي المحوسب (CT) للصدر
تخطيط صدى القلب
اختبارات الدم والبول
علاج ماء الرئة
يعتمد علاج ماء الرئة على السبب الكامن وراءه. في الحالات الحادة، يتم إعطاء المريض الأكسجين والمدرّات البولية للمساعدة في إزالة السوائل الزائدة من الجسم. قد يلجأ الطبيب أيضًا إلى استخدام الأدوية لتقليل ضغط الدم أو تحسين وظائف القلب. في الحالات المزمنة، قد يوصي الطبيب بتغييرات في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي قليل الملح وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. قد يلجأ الطبيب أيضًا إلى استخدام الأدوية لتقليل احتباس السوائل أو تحسين وظائف القلب أو الكبد أو الكلى.
الوقاية من ماء الرئة
ليس من الممكن دائمًا الوقاية من ماء الرئة، ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة به، ومنها:
السيطرة على ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الدم
علاج أمراض القلب والرئة والكلى والكبد في وقت مبكر
تجنب التدخين
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
اتباع نظام غذائي صحي
الحصول على قسط كاف من النوم
تجنب التعرض للمواد السامة
الخلاصة
ماء الرئة هو حالة طبية خطيرة يمكن أن تكون مهددة للحياة إذا لم يتم علاجها بسرعة. يعتمد علاج ماء الرئة على السبب الكامن وراءه. يمكن الوقاية من ماء الرئة في بعض الحالات باتباع نمط حياة صحي وتجنب العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة به.