هل وعد الله اليهود بأرض فلسطين في القرآ

هل وعد الله اليهود بأرض فلسطين في القرآ

مقدمة:

لقد أثار موضوع وعد الله لليهود بأرض فلسطين في القرآن الكريم جدلًا وخلافًا كبيرًا بين المفسرين والباحثين. وتعددت الآراء حول هذا الموضوع، فمنهم من ذهب إلى أن الله قد وعد اليهود بأرض فلسطين وأن هذا الوعد لا يزال ساريًا حتى اليوم، ومنهم من ذهب إلى أن الله لم يعد اليهود بأرض فلسطين وأن ما ورد في القرآن الكريم من آيات في هذا الشأن مجرد إشارة تاريخية إلى ما حدث في الماضي.

1. وعد الله لليهود بأرض فلسطين في التوراة:

تذكر التوراة أن الله قد وعد إبراهيم أن يعطي نسله أرض فلسطين، وورد ذلك في سفر التكوين الإصحاح 15 الآية 18: “في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام عهدًا قائلًا: لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات”. وقد تكرر هذا الوعد في مواضع أخرى من التوراة، مثل سفر التثنية الإصحاح 1: 8 “انظروا، قد جعلت بين أيديكم الأرض، ادخلوا وامتلكوا الأرض التي أقسم الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن يعطيهم إياها ولنسلهم من بعدهم”.

2. وعد الله لليهود بأرض فلسطين في القرآن الكريم:

ورد في القرآن الكريم عدد من الآيات التي تشير إلى وعد الله لليهود بأرض فلسطين، منها:

– سورة المائدة الآية 21: “يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين”.

– سورة الأعراف الآية 137: “وورثنا قوم موسى الكتاب والحكم والنبوة وآتيناهم من كل شيء زوجين”.

– سورة الإسراء الآية 104: “وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا”.

3. تفسيرات المفسرين لآيات وعد الله لليهود بأرض فلسطين:

اختلف المفسرون في تفسير الآيات التي وردت في القرآن الكريم والتي تشير إلى وعد الله لليهود بأرض فلسطين. ويمكن تقسيم هذه التفسيرات إلى اتجاهين رئيسيين:

– الاتجاه الأول: يذهب هذا الاتجاه إلى أن الله قد وعد اليهود بأرض فلسطين وأن هذا الوعد لا يزال ساريًا حتى اليوم. ومن أبرز المفسرين الذين ذهبوا إلى هذا الاتجاه ابن كثير والقرطبي وابن العربي.

– الاتجاه الثاني: يذهب هذا الاتجاه إلى أن الله لم يعد اليهود بأرض فلسطين وأن ما ورد في القرآن الكريم من آيات في هذا الشأن مجرد إشارة تاريخية إلى ما حدث في الماضي. ومن أبرز المفسرين الذين ذهبوا إلى هذا الاتجاه الطبري وابن جرير الطبري والرازي.

4. آراء الباحثين حول وعد الله لليهود بأرض فلسطين:

تعددت آراء الباحثين حول وعد الله لليهود بأرض فلسطين. ويمكن تقسيم هذه الآراء إلى اتجاهين رئيسيين:

– الاتجاه الأول: يذهب هذا الاتجاه إلى أن وعد الله لليهود بأرض فلسطين هو وعد تاريخي لا يزال ساريًا حتى اليوم. ومن أبرز الباحثين الذين ذهبوا إلى هذا الاتجاه جون والورث وسامح شرف الدين.

– الاتجاه الثاني: يذهب هذا الاتجاه إلى أن وعد الله لليهود بأرض فلسطين هو وعد رمزي لا ينطبق على أرض فلسطين المعاصرة. ومن أبرز الباحثين الذين ذهبوا إلى هذا الاتجاه إدوارد سعيد وهربرت ماسون.

5. الحجج التي يستند إليها كل من الاتجاهين:

يستند كل من الاتجاهين اللذين ذكرهما الباحثون في الفقرة السابقة إلى مجموعة من الحجج لدعم موقفه. ومن أبرز هذه الحجج:

– حجج الاتجاه الأول: يستند هذا الاتجاه إلى الآيات القرآنية التي تشير إلى وعد الله لليهود بأرض فلسطين، وكذلك إلى بعض الأحاديث النبوية التي وردت في هذا الشأن.

– حجج الاتجاه الثاني: يستند هذا الاتجاه إلى أن وعد الله لليهود بأرض فلسطين هو وعد رمزي لا ينطبق على أرض فلسطين المعاصرة، وأن اليهود قد انتهكوا بنود العهد الذي أبرموه مع الله ولم يحافظوا على أرض فلسطين ولم يعبدوا الله فيها.

6. التطورات التاريخية لقضية وعد الله لليهود بأرض فلسطين:

لقد شهدت قضية وعد الله لليهود بأرض فلسطين تطورات تاريخية عديدة، منها:

– وعد بلفور عام 1917: أصدرت الحكومة البريطانية في عام 1917 وعدًا لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

– قرار التقسيم عام 1947: أصدرت الأمم المتحدة في عام 1947 قرارًا يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، إحداهما عربية والأخرى يهودية.

– حرب عام 1948: اندلعت حرب بين العرب واليهود في فلسطين عام 1948 انتهت بقيام دولة إسرائيل.

7. موقف الدول العربية والإسلامية من قضية وعد الله لليهود بأرض فلسطين:

تختلف مواقف الدول العربية والإسلامية من قضية وعد الله لليهود بأرض فلسطين. فهناك دول تعترف بدولة إسرائيل وتقيم علاقات معها، وهناك دول لا تعترف بدولة إسرائيل ولا تقيم علاقات معها.

خاتمة:

إن قضية وعد الله لليهود بأرض فلسطين هي قضية معقدة ومتشابكة لا يمكن حسمها بشكل قاطع. فالأدلة التي يستند إليها كل من الاتجاهين اللذين ذكرهما الباحثون في هذا السياق متعددة ومتنوعة، ولا يمكن ترجيح أي منهما على الآخر بشكل حاسم.

أضف تعليق