هل يجوز الزواج في شهر محرم عند أهل السنة

هل يجوز الزواج في شهر محرم عند أهل السنة

هل يجوز الزواج في شهر محرم عند أهل السنة؟

مقدمة:

شهر محرم هو أحد الأشهر الحرم التي ورد ذكرها في قوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، وقد وردت أحاديث تؤكد حرمة شهر محرم، إلا أن الخلاف قائم بين أهل السنة فيما يتعلق بحكم الزواج فيه.

الأدلة الدالة على جواز الزواج في شهر محرم:

1- عدم وجود نص شرعي صريح يحرم الزواج في شهر محرم:

لم يرد أي نص شرعي صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرم الزواج في شهر محرم، وهذا يعني أن الأصل هو جواز الزواج في هذا الشهر.

2- إباحة الزواج في جميع الشهور:

ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)، وهذا الحديث يدل على إباحة الزواج في جميع الشهور، بما في ذلك شهر محرم.

3- عدم وجود ما يمنع من الزواج في شهر محرم:

لا يوجد أي عائق شرعي يمنع من الزواج في شهر محرم، سواء من حيث الأعمال المكروهة أو المحرمة أو من حيث الأيام التي لا يجوز فيها عقد النكاح.

الأدلة الدالة على كراهة الزواج في شهر محرم:

1- ما ورد في بعض الآثار عن الصحابة:

ورد عن بعض الصحابة، ومنهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، كراهة الزواج في شهر محرم، إلا أن هذه الآثار لا تعتبر نصوصًا شرعية ملزمة.

2- ما ورد في بعض كتب الفقه:

ورد في بعض كتب الفقه، ومنها كتاب “المغني” لابن قدامة وكتاب “الموسوعة الفقهية”، أن الزواج في شهر محرم مكروه، إلا أن هذا القول ليس قولاً جمهورياً.

3- اعتقاد بعض الناس بأن شهر محرم شهر نحس:

يعتقد بعض الناس بأن شهر محرم شهر نحس، وأن الزواج فيه يجلب الشؤم، إلا أن هذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة.

الراجح في حكم الزواج في شهر محرم:

الراجح في حكم الزواج في شهر محرم هو الجواز، وذلك للأدلة التالية:

1- عدم وجود نص شرعي صريح يحرم الزواج في شهر محرم.

2- إباحة الزواج في جميع الشهور.

3- عدم وجود ما يمنع من الزواج في شهر محرم.

حكم إقامة حفلات الزفاف في شهر محرم:

حكم إقامة حفلات الزفاف في شهر محرم هو الجواز أيضًا، وذلك للأدلة التالية:

1- عدم وجود نص شرعي صريح يحرم إقامة حفلات الزفاف في شهر محرم.

2- جواز إقامة حفلات الزفاف في جميع الشهور.

3- عدم وجود ما يمنع من إقامة حفلات الزفاف في شهر محرم.

الأفضل في حكم الزواج في شهر محرم:

الأفضل في حكم الزواج في شهر محرم هو تأخيره إلى ما بعد انتهاء الشهر، وذلك للأسباب التالية:

1- وجود بعض الناس الذين يعتقدون بكراهة الزواج في شهر محرم، وقد يؤدي إقامة حفلات الزفاف في هذا الشهر إلى إحراجهم أو إزعاجهم.

2- وجود بعض الناس الذين يرون أن شهر محرم شهر نحس، وقد يؤدي إقامة حفلات الزفاف في هذا الشهر إلى إثارة مخاوفهم أو قلقهم.

3- وجود بعض الناس الذين يرون أن شهر محرم شهر للعبادة والتقرب إلى الله تعالى، وقد يؤدي إقامة حفلات الزفاف في هذا الشهر إلى إشغالهم عن العبادات.

الخاتمة:

الراجح في حكم الزواج في شهر محرم هو الجواز، وذلك للأدلة التي ذكرناها، إلا أنه من الأفضل تأخير الزواج إلى ما بعد انتهاء الشهر، وذلك مراعاةً لبعض الناس الذين يعتقدون بكراهة الزواج في هذا الشهر أو يرون أنه شهر نحس أو شهر للعبادة والتقرب إلى الله تعالى.

أضف تعليق