هل يحاسب الانسان على حديث النفس

هل يحاسب الانسان على حديث النفس

المقدمة:

حديث النفس هو الكلام الذي يدور في ذهن الإنسان دون أن ينطقه ويسمعه الآخرون. وهو أمر شائع لدى الجميع، ويحدث في جميع الأوقات تقريبًا. وقد اختلف العلماء والفقهاء في حكم حديث النفس، وهل يحاسب الإنسان عليه أم لا؟

تعريف حديث النفس:

حديث النفس هو الكلام الذي يدور في ذهن الإنسان دون أن ينطقه ويسمعه الآخرون. وهو أمر شائع لدى الجميع، ويحدث في جميع الأوقات تقريبًا. وقد عرفه العلماء بأنه: “الكلام الذي يتكلم به الإنسان في نفسه، ولا ينطق به ولا يسمعه غيره”.

أقسام حديث النفس:

ينقسم حديث النفس إلى قسمين رئيسيين:

حديث النفس الإيجابي: وهو حديث النفس الذي يحمل معاني الخير والفضيلة، ويحث على فعل الخير واجتناب الشر.

حديث النفس السلبي: وهو حديث النفس الذي يحمل معاني الشر والرذيلة، ويحث على فعل الشر واجتناب الخير.

حكم حديث النفس:

اختلف العلماء والفقهاء في حكم حديث النفس، وهل يحاسب الإنسان عليه أم لا؟ ويمكن تلخيص أهم أقوالهم في هذا الصدد فيما يلي:

القول الأول: ذهب بعض العلماء إلى أن حديث النفس لا يحاسب الإنسان عليه، سواء كان حديثًا إيجابيًا أو سلبيًا. واستدلوا على ذلك بأن حديث النفس هو أمر داخلي، لا يظهر للآخرين، ولا يؤثر عليهم بأي شكل من الأشكال.

القول الثاني: ذهب بعض العلماء إلى أن حديث النفس يحاسب الإنسان عليه، سواء كان حديثًا إيجابيًا أو سلبيًا. واستدلوا على ذلك بأن حديث النفس هو أحد أعمال الإنسان، وكل أعمال الإنسان محسوبة عليه، سواء كانت ظاهرة أو باطنة.

القول الثالث: ذهب بعض العلماء إلى أن حديث النفس يحاسب الإنسان عليه، ولكن بشرط أن يكون حديثًا سلبيًا. أما حديث النفس الإيجابي فلا يحاسب الإنسان عليه. واستدلوا على ذلك بأن حديث النفس السلبي هو الذي يؤثر على سلوك الإنسان ودوافعه، بينما لا يؤثر حديث النفس الإيجابي على ذلك.

أدلة القائلين بأن حديث النفس يحاسب عليه الإنسان:

استدل القائلون بأن حديث النفس يحاسب عليه الإنسان بعدة أدلة، من أهمها:

قول الله تعالى في سورة طه: “ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً”. وقد فسر بعض العلماء هذه الآية بأنها تشمل حديث النفس أيضًا، لأن حديث النفس هو نوع من الكلام الذي يتكلم به الإنسان في نفسه، ولا ينطقه ولا يسمعه غيره.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم”. وقد فسر بعض العلماء هذا الحديث بأن المراد منه أن الله تجاوز عن أمتي حديث النفس السلبي، الذي لم يعملوا به أو يتكلموا به. أما حديث النفس الإيجابي فلا يحتاج إلى تجاوز، لأنه أمر محمود ومستحب.

أقوال الصحابة والتابعين: نقل عن بعض الصحابة والتابعين أنهم كانوا يحاسبون أنفسهم على حديث النفس، ويتوبون إلى الله تعالى منه.

أدلة القائلين بأن حديث النفس لا يحاسب عليه الإنسان:

استدل القائلون بأن حديث النفس لا يحاسب عليه الإنسان بعدة أدلة، من أهمها:

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يحاسب العباد بما حدثت به أنفسها”. وقد فسر بعض العلماء هذا الحديث بأن المراد منه أن الله لا يحاسب العباد على حديث النفس مطلقًا، سواء كان حديثًا إيجابيًا أو سلبيًا.

قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “ليس على المرء جناح فيما حدث به نفسه ما لم يتكلم به أو يعمل به”. وقد فسر بعض العلماء هذا القول بأن المراد منه أن حديث النفس لا يحاسب الإنسان عليه، إلا إذا تكلم به أو عمل به.

أقوال بعض العلماء والفقهاء: نقل عن بعض العلماء والفقهاء أنهم لا يحاسبون العباد على حديث النفس، سواء كان حديثًا إيجابيًا أو سلبيًا.

الخاتمة:

اختلف العلماء والفقهاء في حكم حديث النفس، وهل يحاسب الإنسان عليه أم لا؟ ويمكن تلخيص أهم أقوالهم في هذا الصدد فيما يلي:

القول الأول: ذهب بعض العلماء إلى أن حديث النفس لا يحاسب الإنسان عليه، سواء كان حديثًا إيجابيًا أو سلبيًا.

القول الثاني: ذهب بعض العلماء إلى أن حديث النفس يحاسب الإنسان عليه، سواء كان حديثًا إيجابيًا أو سلبيًا.

القول الثالث: ذهب بعض العلماء إلى أن حديث النفس يحاسب الإنسان عليه، ولكن بشرط أن يكون حديثًا سلبيًا. أما حديث النفس الإيجابي فلا يحاسب الإنسان عليه.

والأرجح أن حديث النفس لا يحاسب الإنسان عليه، سواء كان حديثًا إيجابيًا أو سلبيًا. وذلك لأن حديث النفس هو أمر داخلي، لا يظهر للآخرين، ولا يؤثر عليهم بأي شكل من الأشكال.

أضف تعليق